الرؤى الإسرائيلية في الأبعاد الاستراتيجية للحرب على غزة

المقدمــة
بعد مرور أكثر من شهر على عملية 7 أكتوبر، ماتزال المواجهات مستمرة بين إسرائيل وحركة حماس، هذه المواجهات المهددة باتساع رقعتها وتداعياتها الإقليمية والدولية تحديدًا بعد قيام الجيش الإسرائيلي بتوغل عسكري بري على شمال قطاع غزة، لتتصدر هذه الأحداث بمجملها العناوين الإخبارية في شتى أنحاء العالم بكم هائل من التغطية والتحليل سواء في الغرف الإعلامية أو الأكاديمية بشكل يومي مع استمرار الحرب، كما تستمر الجامعات ومعاهد الدراسات الإسرائيلية على قدم وساق في تل أبيب وما حولها في تشكيل أطراف المعادلة التي بدأت في7 أكتوبر، ومحاوِلةً تجاوز الحدث المباشر إلى ما بعده لتأطير إرهاصات المرحلة القادمة وأركانها الأساسية ومن سيكون في طليعتها ومن سينأى عن المشهد ويتم تهميشه.
يستعرض المقال ما انطلقت منه بعض الجامعات والمعاهد ومراكز التفكير الإسرائيلية، محاولًا تأطير بعضًا مما يتم تداوله في العقل السياسي الإسرائيلي قبل الانتقال للمرحلة المقبلة التي بدا من اللافت أنها لاقت اهتمامًا أوسع من الحاضر بجميع اضطراباته.

جامعة ريتشمان
تعد جامعة ريتشمان، أول مؤسسة خاصة غير ربحية للتعليم العالي في إسرائيل، وتُصدر العديد من أوراق تقدير الموقف والسياسات التي تحتوي على تحليل لأبعاد القضايا الأساسية في الأمن الوطني الإسرائيلي. وواحدة من أوراقها، كانت تحت عنوان “الحرب ضد حماس – ماذا ينتظرنا؟”.

تناول في هذا المقال المدير التنفيذي، اللواء – الاحتياط –  عاموس جلعاد، عدة منطلقات لحظية ومستقبلية للوضع الراهن، وأطّر لمجموعة من الاعتبارات الإقليمية والتوصيفات المؤقتة للحالة الدائمة التي تشغل تساؤل الشارع والنخب، ومنها، التأكيد بضرورة القضاء على حركة حماس وإنهاء وجود فصائلها، ولعلَّ هذه المسألة تكاد تصبح من المسلمات خلال قراءة أي عقلية غربية أو إسرائيلية على وجه التحديد. إلا أن جلعاد في مقالته ربط المسألة بإعطاء أولوية لإطلاق سراح الرهائن من عدة منطلقات أخلاقية كواجب على إسرائيل، ومحاولة خلق مساحة للتفاوض تكاد أن تكون معدومة أثناء القتال في غزة، واعتبار أن وجود الرهائن بيد حماس وسيلة وتكتيك إرهاب نفسي بوجه المجتمع الإسرائيلي والمجتمع الدولي لتأجيل أي هجوم بريٍّ ممكن.

تمتد آثار الحرب بين إسرائيل وحماس إلى ما هو أبعد من الصراع بين الطرفين، لتأخذ أبعادًا إقليمية ودولية. وهنا بتعبير يصف الكاتب شكل الصراع الدائر في قطاع غزة بأنها معركة بين المعسكر الليبرالي الديمقراطي بقيادة الولايات المتحدة، والمعسكر الراديكالي الذي تقوده الصين وروسيا والذي يضم حركة حماس وإيران وحزب الله وحركة أنصار الله في اليمن والفصائل المسلحة في العراق، وما الإدارة الأمريكية بوقوفها في وجه هذه القوى الراديكالية إلا صمام أمان للنظام العالمي والشرق أوسطي.

وأمام التقسيمات التي اتبعها الكاتب في وصف أطراف الحرب، فإن التوّجه الموحّد من قبل الدول الغربية في وصف حماس بأنها تنظيم الدولة -داعش- ما هو إلا الأساس والمُنطلق للشرعية الواسعة التي تتمتع بها إسرائيل باتخاذ خطواتها العسكرية غير المسبوقة التي تمكنها من تحقيق رغبتها في تحقيق نصر عسكري حاسم متمثل بالقضاء على حماس.

من وجهة نظر الكاتب، فإن ما بعد 7  أكتوبر، هو مُقدمة لتشكيل شرق أوسط جديد يُمهد الطريق باتفاقية تطبيع مع السعودية أوّلًا، وتوحيد الجهود والموارد القادمة للتخلص من التهديد الأوحد من قبل إيران وحزب الله ثانيًا.

يشير الكاتب إلى ضرورة التركيز في الحرب على حماس وتجنب حالة الاجترار لجبهة حرب أخرى ضد حزب الله في الشمال، على اعتبار أن استخدام إيران لوكلائها في اليمن والعراق وسوريا لمهاجمة إسرائيل والقواعد الأمريكية، ماهي إلا محاولات لزيادة الضغط لمنع أو حتى تأخير أي هجوم بري.

على الصعيد الدولي، فقد أظهر الدعم الأمريكي غير المسبوق أنه لا يوجد بديل للتحالف الاستراتيجي في ظل المساعدة التي تقدمها واشنطن لتل أبيب، وحالة التعاون هذه تستلزم أن توافق إسرائيل على طلبات الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية لقطاع غزة وفي قضايا أخرى تدخل كشرط في الحفاظ على شرعية عمليتها العسكرية وردع إيران وحزب الله.

أما على الصعيد الإقليمي، فعلى الرغم من الانتقادات المتزايدة من الأردن، ومصر ودول الخليج إلا أن الكاتب يلفت إلى ضرورة أن تحافظ إسرائيل على علاقاتها الاستراتيجية مع جوارها الإقليمي؛ فالأردن يُشكل عمقًا استراتيجيًّا لإسرائيل ويلعب دورًا حاسمًا في الدفاع عن الحدود الشرقية، ونظرًا لحساسية الأردن المتزايدة تجاه النظام الفلسطيني ومستقبله، ينبغي لإسرائيل أن تتجنب التصريحات والخطوات التي يمكن أن تُشكل تحديات لاستقرار النظام السياسي في الأردن. كما أن معاهدة السلام مع مصر تعطي المجال لإسرائيل للتركيز في التهديدات الرئيسة التي تشكلها إيران ووكلائها في المنطقة، وبالتالي يجب على إسرائيل تجنب طرح أفكار مثل إعادة توطين سكان قطاع غرة في سيناء، وهو ما تعتبره مصر خطًّا أحمر قد يؤدي إلى تهديد العلاقات الثنائية، بحسب وصف جلعاد.

داخليًّا، انطلاقا من كون إسرائيل كانت على مشارف تحوّل جديد في شارعها وداخل مكوناتها الاجتماعية فإنها دخلت الحرب منقسمة ومستقطبة اجتماعيًّا ومدنيًّا، ومع ذلك في خضم الأزمة أثبت المواطنون الإسرائيليون، برأي جلعاد والعديد من المشاهدين للحالة، قدرتهم على التوحد والتعبئة من أجل القضية، وما ينتظر الحكومة الجديدة هو العمل على إصلاح الأجزاء المكسورة وتغيير الأولويات الوطنية وإعادة حالة التماسك الاجتماعي لتعزيز الأمن القومي الإسرائيلي.

معهد القدس للاستراتيجية والأمن
هو معهد معني بتقديم المشورة السياسية والأمنية لقادة إسرائيل ويسعى لرفع وعي الجمهور في إسرائيل وصانعي السياسيات في العالم حول المعضلات الأمنية التي تواجهها إسرائيل، ومن المقالات الصادرة عنه “الهدف النهائي للحرب – بُنية إقليمية وعالمية جديدة”.

تناول كل من البروفيسور كوبي مايكل كبير الباحثين، والعقيد البروفيسور غابي سيبوني وهو خبير في الأمن السيبراني والاستراتيجية العسكرية والتكنولوجية، مجموعة تصورات ومنطلقات لفهم الحالة الجديدة للإقليم والعالم.

يرى الكاتبان، بأن الإطار العالمي الجديد يعتمد على استمرار عمليات التطبيع بين إسرائيل والعالم بقيادة السعودية، والحرب ضد ما أسمياه “محور الشر” -إيران ووكلائها في المنطقة- التي لن تتوقف، بل استمرارها سيكون بجهود عالمية للقضاء على المنظمات الإرهابية، وما هذه إلا فرصة تاريخية ظهرت لإسرائيل لإعادة تشكيل شرق أوسط جديد بمعايير تنطلق من تعزيز استراتيجي لموقعها.

في خضم تشكيل نظام عالمي جديد، فإن التعاطي بصورة مختلفة مع دول الخليج، كما يشير الكاتبين، هو ضرورة بحد ذاته، وخاصة عند الحديث عن دولة قطر؛ بناءً على العديد من الاعتبارات الداخلية لديها وحجم الاحتياطي من الطاقة الذي تملكه وآلية استخدامها لشبكة الجزيرة كمصدر لشعبيتها لاعتبار نفسها قوة إقليمية، وبالتالي على “خداع قطر” أن يتوقف وذلك بدعوة من الولايات المتحدة لها بفك ارتباطها بحماس وطرد نشطاء الحركة من أراضيها و إغلاق قناة الجزيرة بشكل كامل، والأخذ بعين الاعتبار أنه بدون المظلة الأمنية الأمريكية لن تنجو قطر كدولة مستقلة وسيفقد النظام السياسي قبضته على السلطة. وذلك واحد من أبرز التصورات الجمعية لشكل الأدوار والترتيبات الجديدة في الإقليم الذي تنطلق منه إسرائيل كمركز في صياغة القرار وتأطيره بالشكل المرغوب.

كما يجد الكاتبان، أن حرب غزة أتاحت فرصة تاريخية لتفكيك وكالة الغوث الأممية للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كونها تعتبر شريكًا نشطًا في إدامة الصراع من خلال تعزيز روح المقاومة المسلحة والمطالبة بعودة اللاجئين والتحريض ضد إسرائيل. بالإضافة إلى ضرورة التعاطي مع المناهج الدراسية في السلطة الفلسطينية كإحدى متطلبات التغيير الأساسية في المرحلة القادمة في ما يتلقاه الطالب من محتوى في النظام التعليمي ووسائل الإعلام.

ختم كل من الباحثين المقال باعتبار أن الحرب الدائرة هي حرب “استقلال إسرائيلية”، وهذا توصيف يعبر عن الآلية التي تتعاطى بها العقلية الإسرائيلية المسوغات الحالية لبدء مرحلة جديدة بفضاء واسع للتنفيذ والإنشاء بما يتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة.

جامـعة تل أبيب
تعد أكبر جامعة في إسرائيل، وتضم أكثر من30  ألف طالب يدرسون في 9 كليات و 125مدرسة في العلوم والإنسانيات والفنون، وتناولت غاليا لافي، وهي باحثة ونائب مدير مركز ديان وجيلفرود جلارز للسياسات الإسرائيلية الصينية، مقالة تعرض فيها أخطاء بكين فيما يتعلق بأحداث 7 أكتوبر، تحت عنوان “الحرب في غزة أضرت بمكانة الصين في الشرق الأوسط”.

اعتبرت الصين الحرب الحالية أنها مشابهة لما سبقها بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكن وجدت الصين نفسها مُخطئة بعد أن أظهرت الولايات المتحدة نفسها في هذا الوقت كمزود ومصدر حماية في المنطقة، وفي ظل إرسال الصين لمبعوثها في جولة محادثات في الشرق الأوسط ودعوتها للهدوء بعد7  أكتوبر وإدانتها للأذى على المدنيين، إلا أن أخطاء بكين، من وجهة نظر الكاتبة، تتمثل بالآتي:

  • عدم توقعها الرد الأمريكي الحازم في دعم إسرائيل ومواجهة “إرهاب” حماس وإرسال حاملتي طائرات مع زيارات أمريكية مكثفة تؤكد التواجد الأمريكي الدائم.
  • فشل الصين في فهم نطاق وطبيعة “مذبحة” حماس وأهميتها لإسرائيل والعالم الإسلامي، حسب توصيف غاليا، وهذا ينطلق أيضًا من تساؤلات حول الأبجديات التي تستخدمها الصين لتوسيع فهمها في المنطقة.
  • عدم التمييز بين الشعب الفلسطيني ومنظمة حماس، حيث في الوقت ذاته هناك بلدان أخرى كانت قادرة على التمييز بينهما.

بعد توقيع المعاهدة بين الرياض وطهران بوساطة بكين، كان هناك شعور بوجود موجة من المصالحة في الشرق الأوسط، لكن في إطار الحالة الأمنية التي تترأسها الولايات المتحدة وبقاء الصين كعضو معارضة مع روسيا وإيران وتراجعها كداعم للسلام في وجه الولايات المتحدة وانتقادها الدائم لإدارة واشنطن، فإن فرص الصين في المنطقة تعتبر محطَّ تساؤل وتفكير في الشكل القادم للمنطقة، بناءً على معطيات غاليا. ومع التطورات الحالية في سياق إعلان المواقف من قبل وزراء الخارجية العرب كان هناك تغيير واضح في النهج الصيني الذي يتماشى مع الدول العربية، الذي برأي غاليا ليس توظيفًا عرضيًّا بل لإبعاد نفسها عن إيران والتأكيد على قربها من البلدان العربية في الشرق الأوسط.

وفي مقال غاليا العديد من التساؤلات الضرورية في المواجهة بين الولايات المتحدة والصين التي دائمًا ما كانت تتردد في العديد من الأحداث الدولية، منها ما هو متعلق بالنهج الصيني وتغيير بوصلته في ظل الأحداث القائمة والذي يُعد محط اهتمام للمتتبع في ملف بروز هذا التنافس على الساحة الدولية.

مركز بيغن سادات للدراسات الاستراتيجية
هو مركز أبحاث مستقل وغير حزبي، يُجري أبحاثه حول الشؤون الاستراتيجية في الشرق الأوسط والعالم لا سيما فيما يتعلق بالأمن القومي والسياسة الخارجية لإسرائيل والسلام والاستقرار الإقليميين. واحدة من منشورات المعهد التي تناولها الدكتور، غاليت ترومان، من كلية العلوم السياسية في جامعة حيفا، وهو متخصص في الصراعات الدينية والعرقية ودراسة المنظمات الراديكالية الإسلامية، هي مقالة تحت عنوان “حماس هي تنظيم الدولـة”

في مقالته المطوّلة، تناول ترومان فيها مقارنة واسعة بين حركة حماس وتنظيم الدولة “داعش” من حيث، الأيديولوجيا الأصولية، كياناتها الهجينة، والسيطرة على السكان، والتلقين الإسلامي والتعليم، وطرق التشغيل ” الوحشية”، بالإضافة إلى الجهاد وغيرها. ومن النقاط المتشابهة بين الحركة والتنظيم من وجهة ترومان هي:

– الأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة.

– الاستخدام الذكي لوسائل الإعلام في الحرب النفسية والدعاية.

– العرض “الفخور” للفظائع دون إخفاء موقف صارم وقمعي تجاه من لا يشارك في نسخته الأصولية من الإسلام ولا ينخرط في الجهاد الصحيح.

وعبّر ترومان أن هناك نقاط اختلاف أيضًا منها:

  • استمرار حماس لما بعد 1987  ليس كوجود فقط بل تطورت إلى نوع من الدولة ذات القوة العسكرية وأقامت علاقات تعاون مفيدة مع منظمات “إرهابية” سنية وشيعية، حسب وصف ترومان، وأصحبت رمزًا للمقاومة الوطنية والدينية على الرغم من أنها لم تتأسس كحركة وطنية.
  • تتميز داعش بالإرهاب العالمي وتهدف لغزو العالم على مراحل على عكس حماس التي تهدف لتطهير وتحرير فلسطين.
  • منذ تأسيس حماس فإنها تسعى لتكون الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وعبر مرورها بتحولات لتكون في صدد تمثيل كيان سياسي فإنها عملت كشبه دولة في الإدارة والجانب العسكري والدين والسياسة. بينما لم يتمكن داعش من الحفاظ على سيادة دولته في سوريا والعراق والحفاظ على نطاق حكمه حتى فقد معظم أراضيه وقدرته على الحكم.
  • الجهد الرئيس لحماس موجّه ضد إسرائيل واليهود وينظر  للصراع على أنه ديني كمشكلة “كفار” ومشكلة إسلامية دينية، فكان الجهاد الحل الأول. على نقيض داعش الذي كان جهوده موجهة ضد الأنظمة العربية التي تتعاون مع الغرب والأنظمة العلمانية التي تعتبر كافرة والغرب وإسرائيل ولكن بدرجة أقل.
  • بينما “يحتقر” داعش الشيعة ويعمل باستمرار ضدهم، فإن حماس تتعاون مع إيران للاستفادة من الهدف المشترك بالقضاء على إسرائيل وذلك على الرغم من كون إيران شيعة وحماس سنية، إلا أن التعاون بينهما ساهم في تسريع القدرات العسكرية لحماس.

اختتم ترومان مقالته بضرورة القضاء على حماس نظرًا لحجم الخطر الذي تسببه للمنطقة وللعالم أجمع، والذي بناء على مقارنته، تتجاوز الحركة إرهاب داعش. كما أن مساعي دول العالم يجب أن تكون موجهة لهذا الهدف الذي ينطلق من اعتبار حماس هي تنظيم الدولة “داعش” الجديد.

خلاصة القول، لربما أن استعراض التصورات والتحليلات الإسرائيلية بمختلف توجهاتها يدعم فكرة تأسيس صورة بنائية واضحة ومنطقية لما يجب أن يحمله الخطاب الشرق أوسطي أثناء توجيه رسالته للغرب الذي يسمع ويقرأ بمنطلقات مغايرة للأبجديات التي ينطلق منها الشرق أوسطي، وهذه خطوة تتطلب وضع مصطلحات وتعريفات دقيقة ومنهجية ذات وزن في مخاطبة الآخر ولا تستهلك الوقت والجهد في حوار مليء بالمعاني والصور التي لا تُفهم في معاجم التفكير والتحليل الغربي، وهو ما يساعد بالضرورة على وضع سياسات ومطالبات رصينة تتماشى مع سقف العقلية المتوقعة من العقل الغربي والأمريكي وتنافس الخطاب الإسرائيلي في المرحلة القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى