المباغتة: ماذا بعد هجوم حماس المفاجئ؟

مقدمة:

تناقش هذه الورقة مسألتين؛ أولًا، ما هي الظروف المحلية والإقليمية والدولية التي دفعت بحماس إلى شن هذا الهجوم المفاجئ؟ ثانيًا، ما هي سيناريوهات هذه المواجهة في المرحلة المقبلة وأثرها على الإسرائيليين والفلسطينيين معًا، وما هو مستقبل نتنياهو السياسي؟

السابع من أكتوبر 2023، هو يوم غير مسبوق في تاريخ المقاومة الفلسطينية؛ فقد تمكنت قوات تابعة لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من التسلل داخل الحدود الإسرائيلية وشنت هجومًا عسكريًا واسعًا وجريئًا لم تتوقعه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. هذه العملية التي أطلقت حركة حماس عليها اسم “طوفان الأقصى” كشفت عن تقصير استخباريّ كارثيّ يشبه إلى حد بعيد ذلك الإخفاق الاستخباري قبيل بدء حرب أكتوبر قبل خمسين عامًا والذي أفضى إلى تشكيل لجنة “أغرانات” التي حمّلت الجيش الإسرائيلي مسؤولية التقصير الاستخباري.

 مفاجأة كبيرة سيكون لها ما بعدها، صحيفة “يسرائيل هيوم“ نشرت تحليلًا عن “مفاجأة أكتوبر” نُسب إلى قائد سلاح البحرية الإسرائيلي السابق، الجنرال إليعزر مروم، تصريحات يقول فيها، إن إسرائيل وجدت نفسها من دون معلومات استخبارية، وحذّر من أن هذا الإخفاق الاستخباري هو بمثابة ناقوس الإنذار لما يمكن أن يحدث في حال اندلاع مواجهة على الجبهة الشمالية أو حتى مع فلسطيني الداخل. اللافت أن هذا الهجوم الفلسطيني يشي بأن الردع الإسرائيلي -الذي يشكل حجر الزاوية في النظرية الأمنية الإسرائيلية- قد تآكل، وهذا بدوره يسبب إحراجًا سياسيًّا داخليًّا لنتنياهو وحكومته الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل؛ لذلك شعرت حكومته بالحاجة إلى العمل السريع وأطلقت مباشرة عملية سُمّيت “السيوف الحديدية” ردًا على “طوفان الأقصى”، لعلها تستعيد زمام المبادرة وترفع الثمن على حركة حماس التي كانت تقديرات استخبارية إسرائيلية تفيد بأنه تم ردعها.

الظروف التي أنتجت المواجهة

يستلزم فهم قرار وتوقيت قيام كتائب القسام بهذا الهجوم التطرق إلى ثلاثة مستويات تفاعلت في الفترة الأخيرة، ما جعل من هذه المواجهة قرارًا عقلانيًّا من جانب قيادة حماس، بمعنى قرار يأخذ بعين الاعتبار معادلة الكلفة والعائد.

أولًا: المستوى الفلسطيني الإسرائيلي الثنائي.

تجمع الفصائل الفلسطينية المختلفة على أن تشكيل نتنياهو للحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل ما هو إلا تغيير لقواعد اللعبة، فسيطرة الصهيونية الدينية التي تؤمن بـ “حتمية توراتية” تفيد بضرورة السيطرة اليهودية على الأقصى هي من سخرت الحكومة الإسرائيلية ومواردها للإجهاز على القضية الفلسطينية. فهذه الجماعات المتطرفة المهيمنة تؤمن فقط بتفسير لاهوتي واحد وتسعى إلى ترجمته إلى سياسات على أرض الواقع ولا تقيم وزنًا للقانون الإسرائيلي. نتنياهو بدوره خضع لهذه الجماعة خشية من ملاحقات قضائية، وهو بذلك يقدم بقاءه السياسي على أي اعتبار آخر حتى لو كان الأمن الإسرائيلي.

وعليه، تمكنت الصهيونية الدينية من تسيير السياسة الإسرائيلية بشكل استهدف المسجد الأقصى بشكل مباشر محدثةً تقسيمًا مكانيًّا وزمانيًّا على أرض الواقع ما أثار حفيظة الفلسطينيين الذين هبوا وبطرق مختلفة للدفاع عن الأقصى والقدس. فحماس خاضت معركة سيف القدس في عام 2021 وتعود اليوم مرة أخرى لبدء مواجهة عسكرية على نطاق غير مسبوق. وتكمن المفارقة أن تدنيس المستوطنين للمسجد الأقصى والانتهاكات المتكررة له إضافة إلى الاعتداءات الوحشية ضد المرابطين والمصلين والتصريحات العنصرية لأمثال ايتمار بن غفير وسموتريش والتهديد بترحيل الفلسطينيين لم يفضِ إلى إعادة تقييم استخباري في إسرائيل؛ فالتقارير الاستخبارية قبيل بدء طوفان الأقصى كانت تفيد بأن حماس ليست مهتمة الآن في مواجهة عسكرية وأن كل محاولاتها موجهة للحصول على مكاسب مالية واقتصادية وإحكام سيطرتها على القطاع.

على الجانب الفلسطيني، تراجعت نسبة الذين يرون بإمكانية التوصل إلى أي اتفاق -ولو بشكل تكتيكي- يمكن أن يعيد الاستقرار. وفهم الجانب الفلسطيني بأن إسرائيل تسعى إلى اخضاعهم بالكامل مستغلة تغيرات إقليمية وانشغالات دولية بملفات أخرى. وأدت القراءة الفلسطينية الصحيحة لديناميكية القوة داخل المجتمع الإسرائيلي إلى نتيجة تفيد بأن الجانب الإسرائيلي لن يغير من مواقفه إلا في حالة تغير قواعد الاشتباك، لذلك جاء القرار والتوقيت.

ثانيًا: المستوى الإقليمي.

على نحو لافت، ترى إسرائيل بأن التغيّرات الإقليمية تصب في صالحها، وهناك انطباع سائد في إسرائيل يفيد بأنه بالإمكان الاستمرار في قضم الأرض الفلسطينية دون أن يكون لذلك ثمن تدفعه إسرائيل في علاقاتها الإقليمية، ذلك أن الاتفاقات الإبراهيمية التطبيعية منحت صدقية زائفة لسردية اليمين الإسرائيلي التي تفيد بأن هناك فرصة للتوسع وأن العرب لا يضعون فلسطين على سلم أولوياتهم. ولعل الأخبار بأن السعودية وإسرائيل على وشك تحقيق “اختراق” في علاقاتهما الثنائية ترفع من معنويات اليمين الإسرائيلي الذي بات يعتقد بأن الاحتفاظ بالأرض وتحقيق السلام مع دول عربية وازنة هما هدفان لا يتعارضان.

هذه القراءة الإسرائيلية تقابلها قراءة فلسطينية مشككة؛ فنسبة الفلسطينيين الذين يرون في الدول العربية عمقًا لهم في مواجهتهم التاريخية في تراجع شديد، من هنا يشعر الفلسطينيون باليأس من المشهد العربي المتردي ومن إمكانية أن يمد العرب يدهم للفلسطينيين، لذلك قرروا المواجهة لخلط الأوراق الإقليمية ودفع قضية فلسطين مرة أخرى لتحتل مكانة بارزة على سلم الأجندات الإقليمية. وتأتي هذه المواجهة الجديدة في سياق سلسلة من المواجهات التي بدأت بالضفة الغربية في عملية عرين الأسود وما تلاها من عمليات خلقت زخمًا لطوفان الأقصى.

ثالثًا: المستوى الدولي.

يعرف الطرف الفلسطيني بأن المجتمع الدولي أدار ظهره لمطالبه العادلة، فخيار المفاوضات مع إسرائيل برعاية ودعم دوليين لم يفض إلى أي مكسب فلسطيني يقرب من هدف التحرير والاستقلال. فبعد “صفقة القرن” التي دشنت حالة من التقارب مع عدد من الدول العربية، جاءت حرب أوكرانيا لتكشف عن ازدواجية معايير ونفاق غربي غير مسبوق. فدعم أوكرانيا التي تخوض حربًا ضد الغزو الروسي يقابله تمكين أمريكي للمشروع التوسعي الإسرائيلي، وبالفعل جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن ووزير خارجيته بلينكن منسجمة مع الانحياز الأعمى لإسرائيل ومع الازدواجية المقيتة، وعليه منحت إدارة بايدن الضوء الأخضر لنتنياهو وحكومته في شن حرب على الفلسطينيين في غزة تحت يافطة مضللة وهي “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام الإرهاب الفلسطيني”.

طبعًا، لم تراهن حماس يومًا على المجتمع الدولي الذي تقف على رأسه واشنطن، غير أن الأخيرة لم تكتف بالانحياز لإسرائيل بل بدت فاعلة في تغيير معادلات التحالفات الإقليمية ودمج إسرائيل بها، ما سحب البساط من تحت أقدام الفلسطينيين وجردهم من ورقة كانوا يعتقدون بأنها في جعبتهم ذلك أن أي دمج لإسرائيل كان من المفترض ألا يكون من دون ثمن تدفعه إسرائيل على شكل تلبية الحد الأدنى من مطالب الفلسطينيين في حقهم في تقرير المصير. الراهن أن الموقف الدولي هو أحد أهم أسباب محاولة الفلسطينيين إعادة رسم حدود وشكل المواجهة.

وفي ضوء التفاعل بين المستويات الثلاث السالفة الذكر، اتخذت حماس قرارًا جريئًا نقلت فيه المعركة في يومها الأول داخل إسرائيل لأول مرة منذ عام النكبة محققة إنجازات فاجأت خصومها وأصدقاءها في الوقت ذاته. لكن ماذا عن سيناريوهات المرحلة المقبلة؟

سيناريوهات المرحلة المقبلة

سيناريو إعلان الحرب على حماس

ما أن بدأت عملية طوفان الأقصى في ساعاتها الأولى حتى أعلن نتنياهو بأن بلاده في حالة حرب. لذلك كان الخيار الأول هو التصعيد لاستعادة الردع، فحصل على ضوء أخضر من الولايات المتحدة لشن عملية واسعة النطاق في غزة. هذا السيناريو -على خطورته- تبنّاه نتنياهو مدفوعًا برغبة في تحقيق هدفين: أولًا، تحقيق نصر عسكري بعد الصدمة لاستعادة الثقة بالنفس واستعادة الردع المفقود ورفع الكلفة على حماس شعبيًّا ولوجستيًّا وماديًّا. ثانيًا، الظهور بمظهر الزعيم القوي وبخاصة عندما تطاله سهام النقد في قادم الأيام. فبعد فترة وجيزة سيختفي من إسرائيل شعار “لا صوت يعلو عل صوت المعركة” وستأتي ساعة الحساب التي يخشاها نتنياهو المرتهن لتيار الصهيونية الدينية الذي يعد سببًا أساسيًّا في دفع حماس لهذا القرار.

ففي جانب من المواجهة تسود المعادلة الصفرية، فأي مكسب لطرف سيكون خسارة صافية للطرف الآخر.  لذلك سيكون القرار معقدًا وبخاصة مع تنامي فرص فتح جبهات ثانية ستقلب المعادلة رأسًا على عقب، وهو أمر تخشاه إسرائيل وربما لن ترتاح له الولايات المتحدة ولا الأنظمة العربية المتحالفة مع إسرائيل. فأي حرب متعددة الجبهات سيؤثر على استراتيجية واشنطن في الإقليم وسيؤثر على موقفها من حرب روسيا على أوكرانيا التي استثمرت بها إدارة بايدن كثيرًا.

يتخذ سيناريو الحرب شكلين؛ قد تشن إسرائيل حربًا تهدف إلى القضاء على حركة حماس وهذا يتطلب إعادة احتلال غزة كاملة وتحمل كلفة الاحتلال، وعلى الرغم من قدرة إسرائيل على احتلال قطاع غزة بالكامل، فإنها تدرك حجم الخسائر الباهظة التي ستتكبدها في المواجهة وفي كلفة إدارة الاحتلال، لذلك هذا شكل مستبعد حاليًّا. ويبقى الشكل الآخر والأرجح وهو الاكتفاء بعملية محدودة وقد تكون مفتوحة أيضًا تسعى إسرائيل من خلالها إلى إلحاق تدمير كبير بالبنية التحتية لحركة حماس وربما تستهدف القيادات أو تخفيهم لدفعهم إلى تقديم تنازلات. المشكلة بالنسبة لإسرائيل هو أنها غير قادرة على تحمل كلفة الخسائر البشرية، فنتنياهو أو أي رئيس وزراء آخر سيأخذ هذه الخسائر المحتملة في الاعتبار قبل التفكير في حرب من هذا النوع.

سيناريو التهدئة

ما من شك أن إسرائيل تمتلك قدرات عسكرية كبيرة، وقد تتمكن من إلحاق خسائر باهظة بالجانب الفلسطيني، لكن هناك متغيرات جديدة، فهناك الكثير من الأسرى والرهائن الذين تحولوا إلى ورقة قوية بيد حماس قد تدفع نتنياهو -بعد أن يحقق قسطًا من الانتقام بشكل يسمح له بالادعاء بالانتصار- التعقل والتوجه إلى مفاوضات شاقة سيضطر أن يقدم بها تنازلات كبيرة للجانب الفلسطيني.

بالمقابل، لا تنظر حماس إلى المواجهة بوصفها لعبة صفرية، فعندما شنت الهجوم المباغت كانت تفكر في أن هذه الضربة هي متطلب سابق لتحريك مسارات أخرى ولفرض معادلة ردع مختلفة. لكن في الوقت ذاته تدرك حماس أن الوسائل العسكرية لوحدها قد لا تكون كافية للتحرير، لذلك تريد أن تدخل في مفاوضات غير مباشرة لكن من موقع القوة ومن موقع من يمتلك الأوراق وذلك على النقيض من سياسة الاستجداء التي مارستها سلطة رام الله في السنوات الأخيرة والتي أبعدت الفلسطينيين أكثر وأكثر عن تحقيق هدفهم النهائي.

من الجدير بالإشارة إلى أن التهدئة لن تكون على غرار تجارب سابقة حققت فيها حماس أهدافًا محدودة مقابل إفلات إسرائيل من تبعات اعتداءاتها، فمطالب حماس لم تعد محصورة بالحصول على جرعة استقرار تمكنها من إحكام قبضتها على قطاع غزة أو الحصول على مكاسب اقتصادية، وبالفعل أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في تصريح له على قناة الجزيرة بأن المعركة في بداياتها وسيكون هناك مطالب لحماس دون أن يناقشها على الإعلام. التهدئة تحتاج إلى وساطة، وعادة ما تقوم مصر بهذا الدور، غير أن مصر تمر بحالة سياسية غير مستقرة قد تضعف من دورها في الوساطة وتضعف من تركيزها وبخاصة وهي مقبلة على مرحلة انتخابات تتنامى فيها الانتقادات الشعبية للسياسة الرسمية للبلاد.

سيناريو الجمود

في حال فشل جهود التهدئة، أو لنقل في حالة عدم توفر الوسيط المقبول من الطرفين سيستمر نتنياهو في حربه إلى أن يحقق بعضًا من أهدافه ثم يتوقف معلنًا الانتصار دون التوصل إلى اتفاق مع حماس، عندها سيبقى الملف مفتوحًا على التطورات. وإذا ما فشلت العملية العسكرية من استعادة الأسرى فإن الجمود سيكون عنيفًا.  وحتى يتمكن نتنياهو من التعايش مع هذا السيناريو فهو بحاجة للبحث عن حلفاء سياسيين جدد داخل إسرائيل. من هنا ربما يفكر إما في التخلص من الصهيونية الدينية من خلال إقامة حكومة وحدة مع المعارضة أو أن يُدخل المعارضة للتقليل من تأثير الصهيونية الدينية على حكومته.

الخاتمة

حققت حماس انتصارًا أوليًّا في نقل المعركة إلى داخل إسرائيل وقتلها المئات من الإسرائيليين ما شكل صدمة كبيرة للإسرائيليين أنفسهم. وستلقي هذه العملية غير المسبوقة بظلالها على السياسة الإسرائيلية الداخلية وربما على الإقليم بشكل عام. فكما قامت لجنة أغرانات باتهام الجيش بالتقصير، سيكون هناك لجنة ستحمل نتنياهو شخصيًّا المسؤولية عما حدث. ويشير يوسي فيرتر من صحيفة هآرتس إلى أنه من الصعب جدًا على نتنياهو أن يخرج سالمًا من هذه المعركة.

بالمقابل، ليس معروفًا لغاية كتابة هذه السطور كيف ستدور المعركة عسكريًّا وما هي الخسائر على الطرف الفلسطيني؛ فإعلان نتنياهو أن بلاده في حالة حرب والضوء الأخضر الأمريكي لإسرائيل يعني أن إسرائيل ستنفذ عملية عسكرية برية وجوية وبحرية لا نعرف بالضبط ما هو بنك أهدافها. ومن غير المعقول ألا تدرك حماس بأن الرد على عملية كبيرة سيكون أيضًا كبيرًا.

في النهاية، لا يمكن لنتنياهو إدارة حرب مع حماس والحفاظ على موقعه في رئاسة الحكومة في الوقت ذاته من دون تشكيل حكومة وحدة، ويبدو واضحًا أن خضوع نتنياهو للصهيونية الدينية قد جلب الويلات له، وإذا كان مفهومًا من احتمائه بهم في سياق الهروب من المعارضة التي كانت تتربص به، لم يعد الآن مفهومًا في السياق الإسرائيلي أن يبقي الوضع السياسي كما هو بعد أن تكبدت إسرائيل خسائر جمة بسب سياسات حكومته لا سيما ممثلي الصهيونية الدينية.

سيكون الأمر مثيرًا على الجانب الفلسطيني، فإذا ما انتهت هذه المنازلة بانطباع لدى الفلسطينيين بأن حماس حققت انتصارًا فإن من شأن ذلك أن يضعف من سلطة رام الله ويدفع بحماس لتكون لاعبًا أكثر تأثيرًا في الضفة الغربية. وعندها سيكون خطاب حماس قوي ولن تجد قوى التطبيع في المنطقة العربية تجاوبًا أو تفهمًا فلسطينيًّا للتقارب مع إسرائيل. وما من شك سيكون من الصعب على دول إقليمية وازنة الدخول في تطبيع مع إسرائيل دون أن تبدو وكأنها تدير الظهر للفلسطينيين وقضيتهم العادلة.

زر الذهاب إلى الأعلى