ملّول .. شباب جرش يغني تراثها

29 تشرين الثاني 2021، جرش. بموسيقى من تراث وثقافة جرش، في حفل أقامته معالي وزيرة الثقافة هيفاء النجار. تطمح “ملّول” إلى الحفاظ على الإرث غير المادي مع الاستثمار في الوقت نفسه في الحفاظ على التراث الأثري الأردني.

قام المغنون والعازفون الشباب بأداء أربع أغانٍ محلية مختارة، والتي مارسوها مع جمعية تاج الله للموسيقى والفنون بالتعاون مع معهد السياسة والمجتمع، كجزء من مشروع ملّول، بدعم من المركز الأمريكي للأبحاث من خلال مشروع استدامة التراث الثقافي. وبمشاركة المجتمعات المحلية بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

انطلق الحفل شباب مشروع “أنا صوتي” من إربد ومادبا وهم يغنون ثلاث أغنيات من منطقتهم. بعد ذلك، اختتم شباب وشابات جرش الحفل بمجموعة أخرى من الأغاني بثلاثة ألحان، جميعها من كبار الشخصيات في جرش، استذكروا مواسم الحصاد، وأغاني الأعراس، ومناسبات أخرى، وسط تفاعل جماهيري استثنائي.

من جهته، قال مندوب وزير الثقافة والأمين العام للوزارة هزاع البراري، إن هتافات الشباب والشابات في بيت خيرات سوف، أحد أقدم البيوت في المنطقة، نقلت الحضور إلى أجواء تعود إلى عقود مضت، بصوت شاب مفعم بالحيوية والطاقة، وكأن الذاكرة قد عادت.

علقت دينا مجالي، مسؤولة التسويق والترويج نيابة عن المركز الأمريكي للأبحاث، قائلة: “رسالة مشروعنا مهمة لأن هذا الإرث يرمز إلى مخزون ثقافي وشعبي وهو مصدر فخر لنا. هذا ما ألهمنا للجمع بين الانفتاح الحضاري والنمو التقني الواسع الذي نشهده مع إرثنا غير المادي. نبضنا الشعبي وخطوطنا الغنائية الشعبية تستمر في الصدى والاهتزاز في الروح والمجتمع”.

وفقًا لمدير المشروع في معهد السياسة والمجتمع، المهندس أشرف حسين الصرايرة، الموسيقار طارق الناصر، على أداء أغاني الشباب على مدار أسابيع متتالية، تمكن خلالها المشاركون من معرفة وتطوير قدراتهم الصوتية بما يتناسب مع الأداء المطلوب للأغاني. في مدينتهم، فيما ركز مساعدو المدربين في ‘تاج الله’ على تقديم المحتوى الغنائي المطابق لما نقل عن الأجداد.

تعمل تاج الله على التحقيق والتوثيق وإحياء التراث الغنائي الأردني منذ عام 2017، من خلال عدة مشاريع في المدن الأردنية، من أجل تحقيق إحياء التراث وإعادة انتشاره بما يحفظ ما هو أصيل ويعرض التراث. بشكل حديث يتناسب مع العصر، بحسب ما أكده مدير المشروع في تاج الله باقة الدين مهيدات.

اتفق تاج الله ومعهد السياسة والمجتمع و المركز الأمريكي للأبحاث على الحاجة إلى مواصلة العمل على تسجيل التراث غير المادي من أجل ربط الأفراد بذكريات مكانهم وهويتهم الثقافية الموجودة في التراث السمعي والمرئي. هكذا كان اسم “ملّول” في إشارة إلى الشجرة الوطنية الأردنية المتجذرة في أرضنا لتوفير طابع متوازن بيئيًا ومتنوعًا على المستوى الحيوي، تمامًا كما هو الحال في الشؤون الفنية والثقافية الأردنية، والتي تتطلب باستمرار التجذير والتأصيل. التراث ونقله من جيل إلى جيل حفاظاً على هوية المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى