البربيطة : مياه للحياة.. الشباب يصنعون التغيير

اختارت مجموعة من الشباب الأردني الشغوف والمدفوع أن يحملوا زمام المبادرة ويحدثوا تغييرًا إيجابيًا في مجتمعهم. نظرًا لتكليفهم بالتحدي المتمثل في صياغة فيديو رقمي ضمن مشروع “قصة مجتمعي” الذي ينفذه معهد السياسة والمجتمع بالشراكة مع السفارة الأميركية في عمّان، فقد أدركوا أنهم يريدون تسليط الضوء على مشكلة حرجة أثرت في مجتمعهم لسنوات: المياه النظيفة والصرف الصحي وعواقبه المدمرة على صحة أفراد المجتمع.


حيث أصبحت المياه، وهي مورد أساسي وحق مفترض من حقوق الإنسان، مصدر قلق ومعاناة. أدى الافتقار إلى مياه نظيفة وصرف صحي إلى تفشي الأمراض والأمراض الجلدية بين أهالي منطقة البربيطة، وخاصة الأطفال. كانت هذه القضية تعصف بالمجتمع بصمت، وحان الوقت لمنحها صوتًا.

مجموعة من الشباب ، مستفيدين من كاميرات هاتفهم والتصميم والشعور القوي بالمسؤولية، شرعوا في الكشف عن المعاناة المخفية في مجتمعاتهم. أجروا مقابلات مع العائلات والعاملين في القطاع وقادة المجتمع لمعرفة واقع الحياة دون الحصول على مياه نظيفة وآمنة. وكانت النتيجة عبارة عن فيديو رقمي مقنع ومشحون عاطفياً لا يعرض المشكلة فحسب، بل ينقل أيضًا الأمل بالتغيير لدى سكان الطفيلة. نجح الفيديو في فعل ما لا تستطيع الكلمات وحدها فعله – لقد دفع الناس إلى اتخاذ إجراء. كان التأثير فوريًا ، مع زيادة الاهتمام الإيجابي من المتابعين محلياً ودولياً.


لفتت روايتهم القوية أنظار متبرع كريم تبرع على الفور بـ ١٢٠ خزان مياه مجهزًا بأنظمة ترشيح ، مما أدى إلى تغيير الحياة في البربيطة بشكل فعال. استمر الزخم الإيجابي بدعم واسع النطاق. مستوحاة من مبادرة الشباب ، قدم الناس من جميع أنحاء الأردن وخارجه المساعدة. وتدفقت التبرعات بالملابس للأطفال، وقررت مديرية الصحة إنشاء عيادتين متنقلتين داخل أسوار المدارس.


إن نجاح الفيديو الرقمي لم ينته بمجرد مساعدة ملموسة، بل دفع الجهات المعنية للعمل ميدانياً على قياس الاحتياجات في المنطقة وتقديم الحلول لها. كما أنها أثارت إحساسًا جديدًا بالوحدة والتمكين داخل المجتمع. لقد أظهر قوة رواية القصص وكيف يمكن لأصوات الشباب أن تشعل التغيير وتجذب الدعم من أماكن غير متوقعة.

زر الذهاب إلى الأعلى