السياسة والمجتمع ونماء يطلقان عين على الأحزاب

إشهار مشروع يقوم على متابعة عمل الأحزاب السياسية وقدراتها المتعددة والديمقراطية الداخلية

أعلن كل من معهد السياسة والمجتمع ونماء للاستشارات الاستراتيجية عن إطلاق مشروع مشترك جديد باسم “عين على الأحزاب” ويهدف المشروع إلى بناء مؤشرات دقيقة، كمية وكيفية، لقياس مدى التطور في التجربة الحزبية الأردنية، على صعيد البنى والقدرات والوظائف، من أجل تحفيز هذه الأحزاب على تطوير أدائها ودورها والوصول إلى مرحلة أكثر كفاءة في المأسسة والأدوار السياسية المتنوعة والمتعددة التي من المفترض أن تقوم بها.


وبهذا الخصوص ذكر د. محمد أبو رمان، المستشار الأكاديمي في معهد السياسة والمجتمع، وأستاذ النظرية السياسية في الجامعة الأردنية، أنّ المشروع يقوم على تقديم نموذج نظري وإرشادي للأحزاب السياسية، من خلال مقياس كفاءة يساعد هذه الأحزاب على تحديد الأهداف المرحلية لتطوير بنيتها الداخلية وتحسين أدائها وقدراتها المختلفة وصولاً إلى تجذير وجودها وأدوارها ووظائفها المهمة في المجتمع، وهي عملية – يضيف أبو رمان – ليست سهلة ولا بسيطة، بل معقدة وطويلة، وتحتاج إلى مساعدة ودعم، وهو “ما نسعى من خلال هذا المشروع إلى القيام به”، على حد تعبير أبو رمان.
المشكلة، كما يقول أبو رمان، تتمثل في أنّ التجربة الحزبية، وإن كانت قديمة في الأردن وتعود إلى مرحلة مبكرة من عمر الإمارة إلى أنّها عانت من مراحل انقطاع طويلة حال دون تجذّرها وتشبيكها مع الثقافة السياسية والاجتماعية، من ناحية، ولوجود شكوك كبيرة لدى غالبية المواطنين من استمرار التجربة وتطورها، وضعف الثقافة الحزبية حتى في أوساط الأحزاب السياسية الجديدة، ما يدفع إلى ضرورة وجود “معايير إرشادية” للأحزاب والأعضاء وجيل الشباب في التعريف بالأحزاب السياسية وأدوارها وقدراتها وأهميتها.


يضيف أبو رمان بأنّ كثيراً من الاعضاء الجدد يرون الأحزاب فقط من خلال الانتخابات النيابية، وقوائم المرشحين، ما خلق العديد من الظواهر السلبية في التجربة الحزبية، وهو الأمر الذي أشار إليه كتاب صادر عن معهد السياسة والمجتمع وصندوق الملك عبدالله الثاني، بعنوان “على أعتاب التحول”، إذ تعاني غالبية الأحزاب السياسية من ظاهرة “الهرم المقلوب”، التكدس في القيادة وضعف العمل الحزبي الداخلي وعدم وجود قاعدة اجتماعية صلبة على أساس حزبي.
في المقابل، كما يشير أبو رمان، فإنّ” عين عل الأحزاب” يسعى إلى بناء تصورات وإدراكات صحيحة ومفيدة وإرشادية للعديد من القضايا، منها ما يتعلق بطبيعة البنية الحزبية الداخلية وأدوار المؤسسات المتعددة داخل الحزب، ومنها ما يتعلق بقدرات الحزب ووظائفه الاجتماعية والسياسية، ومنها ما يتعلق بأساليب التعبئة والتجنيد والتثقيف السياسي والدعاية الحزبية.. الخ.


من جهته ذكر رئيس مجلس ادارة “نماء”، د. فارس بريزات، أنّ المشروع يضع العديد من المؤشرات الكمية والكيفية، التي يتم من خلالها قياس قدرات الأحزاب ومستوى التطور؛ من تلك المؤشرات الديمقراطية الداخلية، ومؤسسات الحزب المختلفة والأنشطة والأدوار التي تقوم بها، والنظام الداخلي والشفافية ومستوى تمثيل الشباب والمرأة داخل الحزب، وانتشار الحزب جغرافيا، سواء على صعيد الفروع والأنشطة أو المشاركة في الانتخابات البرلمانية والمحلية.
ويشمل “عين على الأحزاب”، كما يؤكد بريزات، على مؤشرات تتعلق بقدرات الحزب المتعددة، ومنها القدرة الاتصالية والإعلامية، من خلال رصد مواقع التواصل الاجتماعي للحزب ومستوى وحجم الأنشطة والتفاعل والموضوعات، عبر تقنية التحليل الرقمي، والوصول إلى مستوى انتشار الحزب وقدرته على الوصول إلى شريحة وقاعدة اجتماعية أوسع وأكبر.


ومن المجالات التي سيقوم المشروع برصدها وتحليلها، كما يؤكد أبو رمان، القدرة على التنشئة والبناء الفكري الداخلي، من خلال اللجان المختلفة والمتعددة في الأحزاب السياسية، وعمل المدرسة الحزبية والأدبيات الداخلية في مختلف المجالات، ومدى قدرة الحزب على تطوير خطاب وأدوات للتفاعل مع البيئة المحيطة به.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ “عين على الأحزاب” سيقوم بتصميم استطلاع للرأي العام يرصد من خلاله مدى انتشار الأحزاب وسمعتها في أوساط الرأي العام الأردني، ومدى معرفة الناس بهويته وبرامجه وقيادته وقناعتهم بما يقدمه.


يشير بريزات إلى أنّ المشروع سيقدم تقارير دورية، تتضمن مؤشرات القياس الكمية والكيفية، ومن المؤمل أن تكون هذه التقارير بمثابة محفّز ودافع للأحزاب لتطوير مؤسساتها وقدراتها ووظائفها المختلفة، وستكون هنالك منصة رقمية للمشروع سيتم إطلاقها قريباً.

زر الذهاب إلى الأعلى