ملّول … شباب جرش يغنون تراثها

أطلقت جمعية “تجلّى” للموسيقى والفنون لحفظ التراث، أمس الاثنين في بيت خيرات سوف بجرش، مشروع “ملّول” لحفظ التراث تحت عنوان “شباب جرش يغنون تراثها”.

وجاء إطلاق المشروع بالاشتراك مع معهد السياسة والمجتمع، وبدعم من المركز الأميركي للأبحاث من خلال مشروع “استدامة الإرث الثقافي” بمشاركة المجتمعات المحلية وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وقال أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري إن الأهازيج التي قدمها الشباب والشابات في بيت خيرات سوف، والذي يعد من أقدم بيوت المنطقة، نقل الحاضرين إلى أجواء تعود لعقود مضت بصوت مليء بالحيوية والطاقة، وكأن الذاكرة عادت من جديد.

وأكدت ممثلة ممول مشروع “ملّول” مسؤولة التسويق والترويج دينا المجالي، أهمية رسالة المشروع لما يمثله هذا الإرث من مخزون ثقافي وشعبي كان وما يزال موضع فخرنا واعتزازنا، مضيفة “هذا ما دفعنا إلى دمج ما نشهده من انفتاح حضاري وتطور تكنولوجي واسع مع تراثنا غير المادي ونبضنا الشعبي وكلماتنا الغنائية الشعبية العتيقة التي يبقى لها ألقها وصداها في النفس والمجتمع”.

وأشار مدير المشاريع بمعهد السياسة والمجتمع المهندس حسين الصرايرة، إلى أن جمعية “تجلّى” تعمل على تقصي الموروث الغنائي الأردني وتوثيقه وإعادة إحيائه منذ عام 2017 من خلال مشاريع عدة في مدن المملكة تحتفظ بما هو أصيل وتقدمه بشكل حديث يناسب العصر. وقال مدير المشاريع في “تجلّى” بقاء الدين مهيدات، إنّ القائمين على المشروع أجمعوا على ضرورة الاستمرار بالعمل لتوثيق التراث غير المادي لربط الإنسان بذاكرة مكانه وهويته الثقافية المختزنة في الموروث الصوتي والصوري.

وكان أطفال مشروع “أنا صوتي” من مدينتي إربد ومادبا افتتحوا الحفل بثلاث أغاني من مدنهم، هي المربوعة، وبير زمزم ، المن الماني ثم اكمل شباب وشابات جرش الحفل بأغاني عدة منها “شدّوا على مهيري وقولوا يا لطيف..”، “يا ليمونّا يا حامض على أمه..”، و”يا يمّه من نزلتي على الغور..”، و”يا شوقي..” دونت جميعها من كبار سنّ في جرش استذكروا بها مواسم الحصاد وأغاني الأفراح وغيرها من المناسبات، وسط تفاعل ملفت من الجمهور. وكان الموسيقار طارق الناصر أشرف على أداء الشباب والشابات للأغنيات على مدار أسابيع متتالية، تمكّن المشاركون من خلالها من معرفة قدراتهم الصوتية وتطويرها لتلائم الأداء المطلوب لأغاني مدينتهم، فيما ركز المدربون المساعدون في “تجلّى” على تقديم المحتوى الغنائي بصورة مطابقة لما نقل عن الأجداد. يشار إلى أن تسمية المشروع بـ”ملّول” هو إشارة إلى الشجرة الوطنية الأردنية المنتمية للبلوطيات التي تضرب جذورها في الأرض لتعطي طابعاً متزناً بيئياً ومتنوعاً على الصعيد الحيوي، كما هو في الشأن الفني والثقافي على الساحة الأردنية الذي يحتاج بشكل مستمر إلى تأصيل وتجذير التراث ونقله من جيل إلى جيل، حفاظاً على هوية المجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى