
معهد السياسة والمجتمع في ورقة سياسات يدعو إلى ربط الآثار بالثقافة والسياحة وتنويع الأسواق السياحية
دعت ورقة سياسات صادرة عن معهد السياسة والمجتمع حول واقع السياحة في مدينة البتراء إلى ضرورة دمج وزارتي السياحة والاثار والثقافة في وزارة واحدة تحمل اسم “وزارة الثقافة والسياحة والآثار”، إلى تحقيق تكامل أوثق بين الهوية الثقافية والتاريخية من جهة، وبين الصناعات الثقافية والأنشطة السياحية والأثرية من جهة أخرى، بما يعزز دور الوزارة في حماية الهوية الوطنية وصون المواقع التاريخية. إلى جانب ذلك، يتطلب تطوير القطاع السياحي أيضًا توسيع دور البلديات في إدارة المواقع السياحية، سواء من حيث تنظيم النشاط التجاري أو رفع مستوى الخدمات المقدمة للزوار، بحيث تصبح إدارة هذه المواقع أكثر التصاقًا بالمجتمع المحلي، بحسب الورقة.
كما دعت الورقة إلى ضرورة تطوير تصوّر استراتيجي شامل للسياحة الأردنية يأخذ في الاعتبار طبيعة البيئة الإقليمية المحيطة التي تشهد توترات ومشكلات في كثير من الأحيان، من خلال البحث عن أسواق سياحية جديدة، مثل أسواق السياح المقيمين في دول الخليج العربي، إضافة إلى استهداف دول شرق آسيا وأوروبا الشرقية وروسيا وغيرها. وأشارت الورقة إلى أن حملة “سيادة القانون والتنمية” ساهمت في معالجة بعض الفوضى التنظيمية داخل المنطقة الأثرية، مما حد من انتشار الأنشطة غير المنظمة. لكنها دعت في الوقت ذاته إلى ضرورة تنظيم دور المجتمع المحلي والجمعيات الأهلية والجهات الأخرى الفاعلة في الموقع، ليكونوا شركاء حقيقيين في إدارة المرحلة المقبلة.
وحذرت الورقة من تراجع واقع القطاع السياحي في البتراء الذي شهد خلال السنوات الخمس الأخيرة تدهورًا ملحوظًا بفعل الأزمات المتتالية منذ جائحة كورونا والإضطرابات الإقليمية ما أدى إلى عزوف واضح للسياح وانعكس على الإقتصاد المحلي، الأمر الذي بات يهدد الإستقرار الاجتماعي وواقع التنمية المستدامة في لواء البتراء.
وبيّنت الورقة إلى أن البتراء شهدت انكماشاً اقتصادياً كبيراً انعكس على نسب إشغال الفنادق التي تراجعت بحوالي 95٪ بعد حرب ايران وإسرائيل الأخيرة، كما أدى الواقع الذي تعيشه المدينة إلى إغلاق أكثر من 2000 غرفة فندقية من أصل 3700 من الفنادق المصنفة في المدينة، مع تسريح أكثر من 700 عامل من الفنادق، ما يعكس أثرًا مباشرًا على الإقتصاد المحلي ومستوى معيشة السكان.
وذكرت الورقة أن المدينة الوردية تواجه تحديات في البنية التحتية ونقص الخدمات السياحية لعدم توفر الموارد المالية، بالإضافة إلى محدودية قدرات القوى العاملة المحلية، وعدم وجود تمويل غير مرتبط بحركة السياحة، وأن الجهود الحالية تواجه معضلات متعلقة بنقص التمويل المخصص للإنفاق الرأسمالي وصعوبة القدرة على التوسع وتحقيق أثر اقتصادي، إلى جانب بروز الحلول المؤقتة على حساب الحلول الجذرية أو طويلة الأجل.
واقترحت الورقة إنشاء صندوق موازنة وطني لدعم موازنة سلطة إقليم البتراء، بما يساهم في تمويل المشاريع السياحية والتنموية، ويعزز استقرار الموارد المالية ويحد من العجز، إضافة إلى تطوير شراكات فعّالة بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع التعاون الدولي عبر برامج سياحية مشتركة مع دول الجوار، بحيث يكون الأردن وجهة سياحية رئيسية، بالإضافة إلى الاستثمار في خريجي الجامعات الأردنية من طلبة السياحة والاثار في خطة التنمية، لمعالجة تحديات نقص الكوادر المحلية المدربة في البتراء، ويعزز فرصهم في سوق العمل ويخفف نسبة البطالة.
يُذكر أن هذه التوصيات جاءت استنادًا إلى مخرجات ورشة عمل عُقدت بالشراكة بين معهد السياسة والمجتمع ومركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، بعنوان “السياحة في البتراء: الفرص والتحديات“، قدّمها د. فارس البريزات، رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء، وشارك فيها نخبة من الخبراء والمختصين في قطاع السياحة والسياسات العامة، إلى جانب عدد من الباحثين.
ملخص تنفيذي
- شهدت البتراء في السنوات الأخيرة عزوفًا واضحًا للسياح؛ بسبب الأزمات المتتالية منذ خمس سنوات منها جائحة كورونا والأزمات الإقليمية الأخيرة، ما أثر سلبًا على الاقتصاد المحلي.
- سجلت البتراء انخفاض نسبة إشغال الفنادق بلغت أقل من 5% بعد حرب ايران-إسرائيل في عام 2025، مع ملكية 91 فندقًا للسكان المحليين، ما انعكس سلبًا على الإقتصاد المحلي ومستوى معيشة السكان.
- الإنكماش الإقتصادي أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة في البتراء، وأدى إلى إغلاق ٣٢ من الفنادق المرخصة المصنفة في المدينة، مع تسريح أكثر من 700 عامل، مما يؤشر على وجود تهديد اجتماعي للمدينة.
- ضعف البنية التحتية ونقص الخدمات السياحية الحديثة يشكلان تحديًا هيكليًا أمام البتراء، إلى جانب عدم وجود غير مرتبط بحركة السياحة تمويل مستدامة ونقص التمويل المخصص للتنفيذ الفعلي للمشاريع.
- تنويع الأسواق والمنتجات السياحية وفتح خطوط جوية مباشرة مع الدول المجاورة، لا سيما دول الخليج ومصر، واحدة من الحلول لتعزيز مكانة البتراء كوجهة سياحية عالمية.
- بناء تكاملية أكبر في البرامج السياحية المشتركة مع مصر والسعودية للاستفادة من الزخم السياحي القادم لهما في السياحة الثقافية والدينية.
- تتطلب المرحلة القادمة تخصيص دعم مباشر من الخزينة العامة او إنشاء صندوق وطني لدعم موازنة سلطة إقليم البتراء يساهم في تمويل المشاريع السياحية والتنموية، كما يحسن قدرة السلطة على التخطيط طويل الأمد ويشجع الشراكات الفعّالة بين القطاعين العام والخاص لتطوير الاقتصاد السياحي.
- يتطلب تحسين الواقع الإداري إعادة هيكلة الوزارات وربط وزارة السياحة والآثار والثقافة لضمان اتساق الرواية الوطنية مع الحفاظ على المواقع الأثرية وتنمية السياحة والمجتمعات المحلية.
تمهيد
تعد مدينة البتراء، إحدى مواقع التراث العالمي المسجلة لدى اليونسكو، من أهم الوجهات السياحية في الأردن والعالم، وهي مصدر رئيسي للإيرادات الإقتصادية؛ حيثُ تساهم بنحو مليار دولار في الدخل السياحي للمملكة[1]. لكنها تشهد اليوم أزمة غير مسبوقة على صعيد السياحة، بعد تراجع حاد في أعداد الزوار الأجانب بنسبة انخفاض بلغت 74% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق، ما أدى إلى إغلاق عشرات الفنادق وتسريح العاملين فيها. حيثُ إن قطاع الفنادق من بين الأكثر تضررًا بسبب هذا التراجع، إذ ما يزال 32 فندقًا مغلقًا وأكثر من 700 عاملًا مسرحين من العمل على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز السياحة الداخلية من خلال برامج تشجيعية مثل “أردن جنة” الذي أُطلق مؤخرًا [2]، في الوقت الذي يعتمد أكثر من 85% من سكان لواء البتراء على السياحة كمصدر رئيسي للدخل[3]. يمكن القول إن هذا التراجع يعود إلى عدة عوامل رئيسية؛ أهمها النزاعات الإقليمية المستمرة وتأثيراتها السلبية على تدفق السياح. بالإضافة الى ضعف البنية التحتية المحلية وغياب آليات تمويل فعّالة. أدت هذه العوامل إلى إغلاق عدد كبير من الفنادق، وفقدان مئات الوظائف، وارتفاع البطالة المحلية. على الرغم من وجود جهود عديدة تبذلها الحكومة، وسلطة إقليم البتراء، والقطاع الخاص. إلا أن تلك الجهود تعاني من محدودية في التمويل والتنفيذ، وما تزال غير كافية لاستعادة حركة السياحة وتحقيق التنمية المستدامة[4].
المقدمة
تُعتبر البتراء من أبرز المواقع الأثرية في الأردن، وتُعد رمزًا حضاريًا مدرجًا على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وكانت قد فازت بلقب إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة.[5] على مدى عقود تحولت البتراء إلى نقطة جذب سياحي رئيسية تسهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي الأردني، وتوفر آلاف فرص العمل في القطاع السياحي والخدمات المرتبطة به، غير أنه في السنوات الخمس الأخيرة شهدت المدينة الأثرية تدهورًا ملحوظًا في أداء القطاع السياحي. تزامن هذا التراجع مع تفاقم الأزمات الإقليمية، بدءًا من الحرب الاسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أو ما تعرف بأحداث “7 أكتوبر”، بالإضافة إلى التوترات الإقليمية كالتي بين إسرائيل وإيران، وضبابية المشهد المعقد في سوريا[6]. في الوقت نفسه، تواجه البتراء تحديات مثل ضعف البنية التحتية ونقص الخدمات السياحية الحديثة وغياب استراتيجيات تمويل مستدامة تعالج الأزمة بعيدًا عن الحلول المؤقتة. تعكس أزمة البتراء أبعادًا اقتصادية واجتماعية وإنمائية عميقة؛ فقد أدى تراجع النشاط السياحي إلى زيادة معدلات البطالة، مما يفاقم التحديات المجتمعية. كما أثر ذلك سلبًا على فرص تطوير البنية التحتية الأساسية[7]. يشير كل ما سبق إلى حاجة ملحة لإعادة تقييم السياسات الحالية، ووضع آليات تمويل وتنمية مستدامة تمكن من إعادة إحياء القطاع السياحي في البتراء.
تحاول هذه الورقة استعراض واقع تحديات السياحة في البتراء، مع تحليل الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع، وتقدم تقييمًا للجهود القائمة، في محاولة أيضًا لتقديم توصيات شاملة تستجيب لتحديات البتراء الراهنة.
مشكلة الورقة
تشهد مدينة البتراء في الآونة الأخيرة تراجعًا حادًّا في النشاط الاقتصادي المرتبط بالواقع السياحي في ظل التوترات الاقليمية، الأمر الذي ينعكس على البنية الاقتصادية والسياحية في المدينة، ويهدد الاستقرار الاجتماعي وواقع التنمية المستدامة في المنطقة؛ حيثُ شهدت المدينة انخفاضًا ملحوظًا في أعداد الزوار والسياح منذ جائحة كورونا، ثم تعافيًا طفيفًا، ومن ثم تفاقم الوضع الحالي الذي أدى إلى تراجع تدفق السياح من الأسواق الإقليمية والدولية. أدى هذا الانكماش الاقتصادي إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات البطالة، في ظل ضعف يواجه البنية التحتية السياحية والخدمية. كما يعاني القطاع السياحي في البتراء من نقص التمويل الموجه للمشاريع التنموية المحلية، في ضوء تصنيف البنوك للقطاع السياحي بأنه قطاع عالي الخطورة.
تحديات تحسّن مؤشرات الأداء السياحي والاقتصادي
بناءً على ما سبق، يمكن الإشارة إلى أن العوامل المساهمة في هذا التراجع، تعود إلى مجموعة من التحديات:
الظروف الإقليمية والأمنية: تاريخيًّا، لطالما تأثر الأردن بتوترات الأوضاع الإقليمية نظرًا لوقوعه في معادلة جيوسياسية حساسة، لكن لربما لم يتأثر سابقًا بحجم ما يشهده في السنوات الأخيرة بسبب ما مرت به المنطقة من موجات اضطراب سياسي وأمني كان لها انعكاسات أدت إلى عدد من التحولات في واقع السياحة؛ فخلال السنوات الخمس الماضية شهد القطاع السياحي في الأردن تقلبات حادة بين النمو والانكماش. فقد كان عام 2019 استثنائيًا، إذ استقبلت المملكة نحو 5.36 مليون زائر وحققت إيرادات بلغت 4.1 مليار دينار أردني. إلا أن جائحة كورونا تسببت بانكماش غير مسبوق تراجع فيها عدد الزوار بنسبة 76% وتراجعت معه الإيرادات بنسبة 77%. ووصلت السياحة إلى ذروتها عام 2023 مع 5.510 مليون زائر وإيرادات قاربت 5.25 مليار دينار، إلا أن الحرب على غزة والتوترات بين إسرائيل وإيران التي تزامنت مع بداية المواسم السياحية أثرت على انخفاض أعداد الزوار الأجانب للبتراء لعام 2024 بنسبة 74٪ مقارنة بعام 2023 حيث بلغت نسبة إشغال الفنادق نسبة لا تتجاوز3%. وقد أثر تراجع السياحة على الفنادق والمطاعم ووسائل النقل ومتاجر الهدايا ومقدمي الخدمات، مما أدى إلى تحقيق معدل إشغال فنادق لا يتجاوز 10.4٪. هذا أدى إلى تعميق حالة عدم الاستقرار في المنطقة والتي تؤثر بدورها على واقع السياحة في الأردن.[8]


الشكل(2) يمثل إيرادات التذاكر لهيئة تنظيم قطاع النقل البري بالملايين في عام 2024 مقارنة ب2019 [10]

الجدول يمثل إجمالي عدد الزوار الأجانب للبترا عام 2025مقارنة ب2024 [11]
- ضعف البنية التحتية والخدمات السياحية: تعاني مدينة البتراء من إشكالية الربط الجغرافي بين مواقعها السياحية وباقي المواقع السياحية الأخرى مما يحد من خيارات الزائرين ويقلل من فرص تمكين الرحلات السياحية الشاملة، الأمر الذي يجعل إقامة الزائر في البتراء لا تتجاوز ليلة ونصف، إضافة إلى ذلك، هناك نقص في بعض الخدمات السياحية الحديثة، مثل خدمات الإنترنت والمرافق الصحية المتطورة وأنظمة الحجز الرقمية التي أصبحت ضرورية لجذب السياح من الفئات العمرية المختلفة، ويعود ذلك إلى التحديات المالية التي تواجه مدينة البتراء من نقص التمويل وغيرها.
- البطالة ونقص التدريب: يُعزى ذلك جزئيًا إلى ضعف الاستثمار في برامج التدريب المهني المتخصصة في هذا القطاع، التي تعزز من مهارات القوى العاملة المحلية في القطاع السياحي.

الشكل (3) يمثل عدد العاملين في القطاع السياحي على مستوى المحافظة في الاردن حتى آذار 2025[12]
رغم تنفيذ حملات ترويجية دورية على الصعيد الوطني، إلا أن السياسات السابقة لم تنجح في تحقيق إصلاحات هيكلية أو في تعزيز الاستثمارات المستدامة في البنية التحتية والسياحة المجتمعية. كما لم تركز تلك السياسات بشكل كافٍ على تمكين المجتمعات المحلية[13] .
بعض الجهود الحالية في البتراء وتقييمها
في ظل التحديات المتزايدة التي يشهدها قطاع السياحة في البتراء، تبذل سلطة إقليم البتراء جهودًا واسعة لتنظيم الموقع الأثري وتطوير بناه التحتية وتعزيز استدامته. وتتنوع هذه الجهود بين خطط استراتيجية ومبادرات محلية، من أبرزها حملة “سيادة القانون والتنمية” التي انطلقت في 4 كانون الأول 2023 لفرض هيبة الدولة وإنفاذ القانون بهدف حماية الموقع الأثري والاستثمارات القائمة. كما يشهد القطاع السياحي توسعًا ملحوظًا من خلال توفر 3700 غرفة فندقية موزعة على 84 فندقًا من مختلف التصنيفات، إضافة إلى 1455 غرفة قيد الإنشاء يمتلك معظمها أبناء المجتمع المحلي، مما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للشباب. إلى جانب ذلك، يجري العمل على تنفيذ 17 مشروعًا ضمن منحة النمو الأخضر بالتعاون مع الحكومة الأمريكية. وبناءً على ذلك، تبرز مجموعة من المبادرات والخطط التي يمكن تلخيصها في المحاور الآتية:
ـ الخطط الاستراتيجية الرسمية: أُقرّت خطة استراتيجية تطويرية للبترا بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي/جايكا (JICA)، والتي تعرف بـ “Petra Tourism Master Plan 2024-2033”[14]، تهدف الخطة إلى تطوير الوجهة السياحية بشكل شامل عبر محاور متعددة تشمل تحسين البنية التحتية، تعزيز المنتجات السياحية، حماية التراث، وتنمية المجتمعات المحلية. تقدم الخطة خارطة طريق واضحة لتنفيذ مشاريع قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، وتضع مؤشرات أداء قابلة للقياس.
ـ مبادرات سلطة إقليم البتراء (PDTRA): تعملسلطة إقليم البتراء على تطوير خدمات جديدة وتنويع المنتجات السياحية، عبر مبادرات مثل سياحة الفلك، المسارات البيئية، والفعاليات الثقافية الموسمية[15].
ـ دور القطاع الخاص والمبادرات المجتمعية: يقومالقطاع الخاص، وخاصة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ببعض المبادرات للتكيف مع الأزمة، مثل خفض الأجور وتقديم برامج تسويقية محلية[16]، كما تعمل منظمات المجتمع المدني على برامج تدريبية ودعم الحرف اليدوية. لكن هذه المبادرات تعاني من محدودية الموارد، ولا يمكنها وحدها مواجهة التحديات البنيوية التي يواجهها قطاع السياحة في البتراء.
لكن هذه الجهود غالبًا ما تكون محدودة من حيث التمويل والقدرة على التوسع، وما تزال تواجه صعوبة في تحقيق تأثير اقتصادي ملموس على القطاع بأكمله.
ـ حملة سيادة القانون والتنمية: مواصلة الجهود التنموية لضمان توزيع عادل للمكتسبات، ولا سيما في المناطق الأقل نموًا مثل قرية دلاغة وأم صيحون[17]، حيث شملت الحملة التعامل مع انتشار أنشطة غير منظمة داخل المنطقة الأثرية، من بينها اكتشاف اعتداءت على 309 كهوف أثرية استُخدمت لغايات متعددة مثل السكن والتخزين والزرائب من قبل عائلات محلية واستخدمات لغايات سياحية غير قانونية من قبل سكان محليين وأجانب، وتم التعامل مع ذلك وفق حملة سيادة القانون والتنمية[18]. إلا أن أي عودة للنشاط السياحي تتطلب المراقبة والتتبع لضمان عدم عودة مظاهر الاعتداء.
فرص لتطوير الواقع السياحي في البتراء
على الرغم مما تمر به مدينة البتراء إلا أن ذلك لا ينفي وجود فرص تطوير وتحسين الواقع، لكن هنالك خمسة أمور أساسية بحاجة للتطوير وهي؛ تنويع المنتج السياحي، تنويع الأسواق والتسويق، تطوير الأيدي العاملة المدربة، تشريعات ناظمة، النقل السياحي الوطني. حيث تتمثل أبرز الفرص في تنويع الأسواق السياحية عبر استهداف السياح الإقليميين، ولا سيما من دول الخليج، ومصر سواء قادمين من مصر أو وافدين داخل الاردن من خلال برامج سياحية متكاملة بين مصر والأردن، بما يضمن تجنب حصر البتراء كمجرد ممر عبور. كما تشمل الفرص تطوير النقل السياحي عبر تأهيل شبكات النقل الوطنية وربط الوجهات السياحية ببعضها، بما في ذلك مشاريع إعادة سكة الحديد وتطوير النقل البري والجوي، ويبرز أيضًا استثمار المنتج السياحي المحلي من خلال استغلال المنتجات القائمة وإضافة عناصر جديدة تعزز تجربة الزوار.
تُعد دائرة الآثار العامة مؤسسة محورية في حماية التراث الوطني المادي وغير المادي، لذلك تبرز الحاجة لاكتمال السردية الوطنية بربط الاثار والسياحة والثقافة بوزارة واحدة للتراث الوطني والسياحة لضمان التكاملية في بناء الرواية الوطنية الأردنية وتقديمها للعالم. ويتطلب هذا التحول دراسة العلاقة بين المواقع الاثرية والسياحية والبلديات على غرار تجارب دول عديدة حول العالم، بحيث تصبح الخدمات المقدمة في المواقع الاثرية والسياحية أكثر التصاقًا بالمجتمع المحلي مما يعزز فرص التنمية المحلية وربط المواقع الاثرية والسياحية بالنشاط الاقتصادي المحلي.[19]
كما تُعد وفرة العمالة الأردنية المدربة ومنع تسرب الكفاءات إلى الخارج فرصة لتعزيز جودة الخدمات، فضلاً عن إمكانية تنظيم المجتمع المحلي وإشراكه في إدارة المواقع السياحية بما يعزز الانتماء والمشاركة في جهود التنمية، وهذا يدفع أيضًا إلى ضرورة أن يكون هناك قصر مؤتمرات في البتراء؛ لتعزيز سياحة المؤتمرات، على غرار ما قامت به عدد من الدول وقام به الأردن في نموذج البحر الميت في جذب الأنظار إلى مواقع سياحية من خلال عقد مؤتمرات رسمية محلية وإقليمية ودولية تحظى بتغطية إعلامية وصحفية واسعة ويزورها كبار القادة والمسؤولين.
الشكل(4)

الشكل(4) يمثل أعداد الزوار للأردن حسب مجموعة الدول في عام 2025 [20]
دروس من تجارب أخرى
خلال العقدين الماضيين، واجهت عدد من الدول حول العالم صدمات قوية في قطاع السياحة، سواء بسبب تبعات أمنية أو سياسية أو وقائية، فشملت إعادة تشكيل القطاع السياحي بآليات أكثر مرونة واستدامة. فعلى سبيل المثال، تعرّضت سريلانكا لضربةٍ مؤلمة بعد هجمات “عيد الفصح” عام 2019 التي تسبّبت بخسائر تقدّر بـ 1.5 مليار دولار، لكنها تعافت بسرعة مع حزمة مساعدات مالية، من خلال حملات ترويجية وتسهيلات سياحية مثل إلغاء رسوم التأشيرات، حتى حققت إيرادات تزيد على 1.5 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024[21]. في مصر، أدى تراجع السياحة بعد “ثورة يناير” 2011 إلى انخفاض عدد السيّاح من 14 مليون إلى نحو 5.3 مليون بحلول 2016، لكنها سرعان ما استعادت زخمها فارتفع العدد إلى أكثر من 13 مليون بحلول 2019، مدعومة بحملات دولية وتحفيز الاستثمارات في البنية التحتية السياحية[22]، وأيضًا من خلال برنامج للإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة، يهدف إلى تحقيق تنمية سياحية مستدامة. كما هدف البرنامج إلى رفع تنافسية القطاع السياحي بما يتماشى مع التوجهات العالمية، وزيادة أعداد العاملين فيه، وفي سبتمبر/أيلول 2019، نشرت مصر أول تقرير متابعة لتقييم نجاح برنامج التدريب المهني والتقني، والذي أظهر تحقيق أكثر من 80% من أهداف البرنامج، أبرزها الإستثمار في العنصر البشري، ورفع كفاءة العاملين، وزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي. لذلك، تتيح هذه التجارب فرصة للبترا لتبني آليات مماثلة لتعزيز استدامة القطاع، من خلال حزم دعم مالية، حملات ترويجية، تسهيلات سياحية، وتحفيز الاستثمارات في البنية التحتية، وإدراك تغير أنماط السياحة المتجهة نحو السياحة المائية، على سبيل المثال، التركيز على تطوير هذا النوع كبناء قرى مائية، بما يسهم في إعادة تنشيط الحركة السياحية وتعزيز مساهمة القطاع في الاقتصاد المحلي.[23]
التوصيات
- تتطلب المرحلة القادمة إنشاء صندوق وطني لدعم موازنة سلطة إقليم البتراء يساهم في تمويل المشاريع السياحية والتنموية والرأسمالية، ويعزز استقرار الموارد المالية ويحد من العجز، كما يحسن قدرة السلطة على التخطيط طويل الأمد وتقديم الخدمات للمجتمع المحلي، ويشجع الشراكات الفعّالة بين القطاعين العام والخاص لتطوير الاقتصاد السياحي في الإقليم.
- التكاملية مع الأسواق العالمية، لتشمل بُعدًا إقليميًا عبر إطلاق برامج سياحية مشتركة تربط بين المواقع السياحية في الأردن ومصر والسعودية، حيث إن 27% من زوار البتراء عام ٢٠٢٣ يأتون ضمن برامج مشتركة مع دول الإقليم بالإضافة الى القرب الجغرافي الذي يسمح بإقامة برامج سياحية مشتركة؛ بما يحوّل الاردن إلى وجهة متكاملة تستحق الإقامة لفترات أطول. كما يمكن استهداف أسواق قريبة مثل دول الخليج العربي، التي تشكل نسبة مهمة من الوافدين إلى الأردن لأغراض السياحة، من خلال تصميم برامج سياحية متكاملة تجمع بين البتراء وبقية الوجهات الأردنية، مما يعزز من جاذبية الأردن كوجهة رئيسية.
- من ناحية البنية التحتية، ينبغي العمل على تحسين الربط الجغرافي بين البتراء ومناطق الجذب السياحي المجاورة، مثل وادي رم والعقبة، والمناطق السياحية الأخرى في المملكة من خلال تطوير الطرق وتحسين خدمات النقل. كما يستوجب تحديث البنية التحتية الرقمية، بما في ذلك تعزيز خدمات الإنترنت وأنظمة الحجز الإلكترونية، لتسهيل تجربة الزوار وجذب شرائح عمرية مختلفة. إلى جانب ذلك، يُعد تعزيز المرافق الصحية والخدمات الأساسية جزءًا لا يتجزأ من توفير بيئة مناسبة للزوار وضمان راحتهم.
- تنويع المنتجات السياحية من خلال تطوير السياحة البيئية، وسياحة الفلك، وسياحة المغامرات والسياحة الروحية والسياحة الثقافية، بهدف تقليل الضغط على المواقع الأثرية وتعزيز تجربة الزائرين. ويأتي إشراك المجتمع المحلي في تقديم خدمات سياحية بديلة، مثل تنظيم الرحلات إلى القرى المجاورة والورش الحرفية، كعامل مهم في تعزيز التنمية المستدامة.
- تنشيط جهود التسويق والترويج بشكل ذكي ومستدام، عبر إطلاق حملات تستهدف أسواقًا جديدة وواعدة في آسيا وأوروبا الشرقية، مع التركيز على إبراز الاستقرار والأمان في المنطقة. يستوجب ذلك استثمار وسائل الإعلام الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل فعّال لتسليط الضوء على المميزات الفريدة للبترا، مثل الاستدامة والحفاظ على التراث. كما يمكن تنظيم فعاليات ثقافية ومهرجانات موسمية تعزز من حركة الزوار وتدعم الاقتصاد المحلي، وهذا يأتي بجذب السائح الاردني قبل الاجنبي لتعزيز السياحة المستدامة، وعلى المدى البعيد فإنه يستهدف أنواع من السياحات مختلفة مثل السياحة الدينية بشقيها الحج الإسلامي والمسيحي.
- تُعد مشاركة طلاب الجامعات المتخصصة من طلبة كليات السياحة والآثار والمصادر التراثية من جميع الجامعات الأردنية فرصة استراتيجية لمعالجة تحديات نقص الكوادر المحلية المدربة في البتراء، وربط المعرفة الأكاديمية بالتطبيق الميداني، مما يعزز فرصهم في سوق العمل ويخفف نسبة البطالة. وتتضمن التوصيات العملية لدعم مشاركة الطلاب عدة عناصر:
- الإقامة والمواصلات والدعم المالي: توفير إقامة مجانية أو مخفّضة، ومواصلات دورية بأسعار رمزية، بالإضافة إلى منح أو صناديق خاصة لدعم الطلاب المحتاجين خلال برامج التدريب.
- المبادرات التطوعية والموسمية: إشراك الطلاب في مواسم الذروة لإدارة الزوار وتنظيم الفعاليات، والمساهمة في حملات توعوية للسكان المحليين والسياح حول أهمية الحفاظ على المواقع التراثية والثقافية.
- التقنيات الحديثة والتعلم التفاعلي: إدخال الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتوفير زيارات افتراضية للمواقع، خصوصًا للطلاب الذين يصعب عليهم الوصول بشكل متكرر، وإنشاء مراكز محاكاة أو قاعات عرض داخل الجامعات لتقديم خبرة تعليمية تفاعلية قبل الانتقال إلى الموقع الميداني.
- الشراكات المؤسسية: عقد اتفاقيات بين الجامعات وسلطة إقليم البتراء لتطوير برامج تدريبية رسمية، وربط الطلاب في مشاريع بحثية تطبيقية تساهم في تحسين إدارة السياحة وحماية التراث، مع إشراك المجتمع المحلي لتقديم تسهيلات إضافية مثل الإقامة المخفّضة والدعم اللوجستي. تسهم هذه الإجراءات في رفع كفاءة الطلبة العملية، وتوفير كوادر محلية مؤهلة تساهم بفعالية في تنمية السياحة المستدامة.
- تعزيز السياحة الداخلية كوسيلة للتسويق الدولي، من خلال العمل على زيادة أعداد الزوار المحليين للبترا وتشجيعهم على التفاعل الإيجابي مع المواقع السياحية، بما يتيح لهم نقل التجربة إلى خارج الأردن عبر القنوات الشخصية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يسهم في رفع الوعي بالوجهة السياحية وتعزيز صورتها على المستوى الدولي.
- عقد حوارات دورية؛ فالواقع الذي تمر فيه مدينة البتراء يتطلب تنظيم جلسات متخصصة مستمرة وبشكل دوري بحضور المسؤولين الرسميين ومشاركة أصحاب المصلحة والجهات المعنية لمناقشة الفرص والتحديات التي تواجه قطاع السياحة في البتراء، بهدف التعمق في دراسة الحلول العملية للتحديات.
الخاتمة
يشير ما سبق إلى أن مدينة البتراء تواجه تحديات كبيرة على صعيد السياحة والاقتصاد المحلي، نتيجة الظروف الإقليمية المتقلبة، وضعف البنية التحتية، ونقص التمويل، بالإضافة إلى محدودية قدرات القوى العاملة المحلية. ومع ذلك، فإن الموقع الأثري والتاريخي الفريد للبترا، إلى جانب الفرص المتاحة في تنويع الأسواق السياحية، وتطوير المنتجات المحلية، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي، يشكلان قاعدة صلبة لتحقيق تنمية سياحية مستدامة. وبالتالي، توصي الورقة بضرورة اعتماد نهج شامل يجمع بين التمويل المستدام عبر صندوق وطني يدعم موازنة سلطة اقليم البتراء، وتعزيز الشراكات الدولية والمجتمعية، إضافةً إلى إشراك الطلاب المتخصصين في السياحة والآثار والمصادر التراثية في برامج تدريبية عملية وميدانية. كما تؤكد الورقة على أهمية تحديث البنية التحتية الرقمية ومعالجة ملف المواصلات والنقل، وتنويع المنتجات السياحية، مع تسليط الضوء على بعض الممارسات الدولية التي يمكن تطبيقها في البتراء.
قائمة المصادر
- البريزات. “البتراء تساهم بنحو مليار دولار في الدخل السياحي.” مداخلة عبر إذاعة نون، 28 فبراير/شباط 2025. انظر: https://shorturl.at/B4vEC
- The Jordan Times. “منتدى السياحة الأردني يناقش الوضع السياحي في البتراء.” 18 يناير/كانون الثاني 2025. انظر: https://shorturl.at/5JFVR
- رؤيا الإخباري. “في ذكرى اختيارها كعجيبة عالمية.. البترا تواجه أزمة سياحية غير مسبوقة وإغلاقات واسعة.” 7 يوليو/تموز 2025. انظر: https://royanews.tv/news/353085
- غير محدد. “السياحة في البتراء: الفرص والتحديات.” ورشة عمل، 11 أغسطس/آب 2025. انظر: https://web.facebook.com/share/p/16uQoxvQc4/
- المملكة. “تراجع حاد في السياحة بالبتراء. البريزات: فنادق مغلقة وتسريح مئات الموظفين بالمنشآت السياحية.” 5 أغسطس/آب 2025. انظر: https://shorturl.at/fAC2b
- عمون الإخباري. “جمعية الفنادق: 95% نسبة إلغاء الحجوزات في مدينة البتراء.” 19 يونيو/حزيران 2025. انظر: https://www.ammonnews.net/article/929817
- رعد التل. “السياحة في البتراء: رحلة التعافي وسط التحديات.” صحيفة الرأي، 22 فبراير/شباط 2025. انظر: https://shorturl.at/Olwor
- وزارة السياحة والآثار الأردنية. “التقرير السياحي الربع الأول.” أبريل/نيسان 2025، ص4. انظر: https://shorturl.at/wGfmB
- وزارة السياحة. “مؤشرات القطاع السياحي ـ نسبة العمالة في القطاع السياحي.” انظر: https://shorturl.at/oDorB
- وكالة الأنباء الأردنية (بترا). “إطلاق الخطة الاستراتيجية للسياحة في البتراء 2024ـ2033.” 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2024. انظر: https://shorturl.at/peIHL
- أمن FM89.5. “سلطة إقليم البتراء توقع على اتفاقيات مع القطاع الخاص وتتابع تنفيذ اتفاقية مع المجتمع المحلي.” 15 أغسطس/آب 2024. انظر: https://shorturl.at/bNDVI
- وكالة الأنباء الأردنية (بترا). “بحث خطط تعزيز سيادة القانون والتنمية في البتراء.” 13 ديسمبر/كانون الأول 2024. انظر: https://shorturl.at/qABWU
- وزارة السياحة. “مؤشرات قياس القطاع السياحي ـ عدد الزوار الدوليين.” انظر: https://shorturl.at/V7rlm
- CNN TRAVEL. “العودة الثانية لجزيرة الفردوس: كيف نهضت سيريلانكا من أزمتها.” 3 أكتوبر/تشرين الأول 2019. انظر: https://shorturl.at/UYU37
- البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. “مصر تطلق حزمة مساعدات لدعم تعافي السياحة بالتعاون بين البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ومنظمة السياحة العالمية.” 13 يناير/كانون الثاني 2021. انظر: https://shorturl.at/KZbtD
- Daily News Egypt. “إيرادات السياحة في مصر عام 2019 بلغت أكثر من 13 مليار دولار، وهي الأعلى في التاريخ.” 31 مارس/آذار 2020. انظر: https://shorturl.at/VN4mO
- “البريزات: البترا تساهم بنحو مليار دولار في الدخل السياحي، مداخلة عبر إذاعة نون، 28 فبراير/شباط 2025، انظر: https://shorturl.at/B4vEC
- “منتدى السياحة الاردني يناقش الوضع السياحي في البترا”،The Jordan Times،18 يناير/كانون الثاني 2025، انظر: https://shorturl.at/5JFVR
- “في ذكرى اختيارها كعجيبة عالمية.. البترا تواجه أزمة سياحية غير مسبوقة وإغلاقات واسعة”، رؤيا الإخباري 7 يوليو/ تموز2025، انظر: https://royanews.tv/news/353085
- ورشة عمل:” السياحة في البترا: الفرص والتحديات”، 11 أغسطس/آب 2025،انظر: https://web.facebook.com/share/p/16uQoxvQc4/
- مصدر سابق
- مصدر سابق
- رعد التل، “السياحة في البترا: رحلة التعافي وسط التحديات”، صحيفة الراي، 22فبرار/شباط2025،انظر: https://shorturl.at/Olwor
- الطريق إلى الأمام: تعزيز مرونة السياحة في البترا، سلطة اقليم البترا التنموي السياحي
- المصدر السابق
- المصدر السابق
- مؤشرات القطاع السياحي، نسبة العمالة في القطاع السياحي، وزارة السياحة، انظر: https://shorturl.at/oDorB
- ورشة عمل:” السياحة في البترا: الفرص والتحديات”، 11اغسطس/آب2025،انظر: https://web.facebook.com/share/p/16uQoxvQc4/
- “إطلاق الخطة الاستراتيجية للسياحة في البترا2024ـ2033” ،وكالة الانباء الاردنية، 3نوفمبر/تشرين الثاني2024، انظر: https://shorturl.at/peIHL
- ورشة عمل:” السياحة في البترا: الفرص والتحديات”، 11اغسطس/آب2025،انظر: https://web.facebook.com/share/p/16uQoxvQc4/
- “سلطة اقليم البترا توقع على اتفاقيات مع القطاع الخاص وتتابع تنفيذ اتفاقية مع المجتمع المحلي”،سلطة اقليم البترا التنموي السياحي،13 اغسطس/آب2024انظر: https://2u.pw/qcoPHK
- ” بحث خطط تعزيز سيادة القانون والتنمية في البترا”، وكالة الانباء الاردنية بترا، 13 ديسمبر/ أكتوبر2024، انظر: https://shorturl.at/qABWU
- ورشة عمل:” السياحة في البترا: الفرص والتحديات”، 11اغسطس/آب2025،انظر: https://web.facebook.com/share/p/16uQoxvQc4/
- مصدر سابق
- مؤشرات قياس القطاع السياحي ـ عدد الزوار الدولييين، وزارة السياحة، انظر: https://shorturl.at/V7rlm
- “العودة الثانية لجزيرة الفردوس:كيف نهضت سيريلانكا من أزمتها” ،CNN TRAVEL،3أكتوبر/2019،انظر: https://shorturl.at/UYU37
- “مصر تطلق حزمة مساعدات لدعم تعافي السياحة بالتعاون بين البنك الاوروبي لإعادة الاعمار والتنمية ومنظمة السياحة العالمية” البنك الاوروبي،13 يناير/كانون الثاني 2021، انظر: https://shorturl.at/KZbtD
- “إرادات السياحة في مصر عام 2019 بلغت أكثر من 13 مليار دولار، وهي الأعلى في التاريخ”، Daily News Egypt، 31 مارس /آذار2020، انظر:: https://shorturl.at/VN4mO