شباب الجامعات: نتطلّع إلى الاشتباك سياسياً مع الأحزاب

مشروع لمعهد السياسة والمجتمع وصندوق الملك عبد الله الثاني

   استطاعت بتول عنّاب طالبة الذكاء الاصطناعي في جامعة العلوم والتكنولوجيا أن تُبدد الخوف من الخوض في الأحزاب السياسية التي كان مرجعها الذاكرة السياسية لدى عائلتها، كما رجّحت السبب من هذا التخوّف، تقول بتول: ” قبل المشاركة في تدريبات برنامج سياسو ميتر، وجدت أن لدي اختلاطاً بين مفهومي المشاركة السياسية والمدنية بسبب تشابه بعض المفاهيم بينهما، لكن الآن بعد انتهائنا من التدريبات المكثفة اتضح لدي مفاهيم سياسية عديدة وترسيخ لمفهوم المواطنة والمعرفة الفضلى في الحقوق والعدالة، وحاليًا متاح أمامنا نحن الطلبة الجامعيين المشاركة في الانتخابات مجلس الطلبة الجامعيون لتجربة الخوض في الإنتخابات بشكل عام وعيش التجربة السياسية ضمن الحدود الجامعية والتي بدورها ستحسن من أداء الشباب المشارك مستقبلاً بتمكين طاقاتهم في تلبية طموحات أبناء الأردن والسعي لتحقيق الرؤى السياسية والحزبية المتطورة وتعديلها لتصبح أفضل” .

   يقول حسين الصرايرة مدير البرامج في معهد السياسة والمجتمع: أن مشروع سياسو ميتر يقوم على تهيئة المجال العام داخل الجامعات للحركة السياسية والاستقطابات والنشاط الحزبي عبر رفع قدرات الطلبة على المشاركة حزبياً وسياسياً داخل جامعاتهم ومجتمعاتهم المحلية، جاء المشروع لسد الفجوة و الضعف في مستوى الوعي السياسي والإقبال على المشاركة السياسية والانتخابية خاصة في الجامعات، إذ رجّح صرايرة لأسباب تعود  إلى الجوانب الثقافية والتاريخية .
اختتم مرحلة تدريبات المشروع في جامعة آل البيت يوم الأربعاء الماضي، بعد أن إستتمّ سابقاً في الجامعات: الأردنية والعلوم والتكنولوجيا والحسين بن طلال. ينفّذ هذا المشروع معهد السياسة والمجتمع بتمويل وشراكة من صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية.

      أثرى النقاش مع لمى سمارة طالبة العلوم السياسية في جامعة آل البيت، والمدرّب حسين الصرايرة، فيما يتعلق بمجال حقوق الإنسان ، إذ اتضح لديها معرفة الحقوق المدنية بتفاصيلها والذي يتفرع منها الحقوق السياسية والتي بجانبها تبيّن للطلبة حق الانتخاب والمشاركة السياسية والتفريق بين الحريات العامة والحريات الشخصية، قالت لمى: ” دائماّ ما كنت أقف عند سؤال ما هي حدود حريتي الشخصية! وأتجادل مع زملائي حولها ونناقش العديد من القضايا الحقوقية، عرفت أن الحرية العامة حرية مصانة في أغلب الدساتير العامة، والحرية الشخصية يجب أن تتوائم مع الظروف المحيطة وألا تتعدى على الحريات العامة، أصبحت رؤيتي واضحة تجاه العمل الحزبي والسياسي الذي أعتبره أحد اهم أركان تحصين الدولة الأردنية في هذا الإقليم الملتهب” .

    رأت زينب العشوش احدى متدربات المشروع في جامعة الحسين بن طلال أن الاستفادة  الحقيقية تكمن في كيفية فهم الأطياف والتيارات السياسية التي تنتمي لها الأحزاب السياسية خصوصاً خلال هذه المرحلة من عمر الدولة الأردنية، التي تأتي تحت عنوان التحديث السياسي، إضافة شكل العمل الحزبي داخل الجامعات وما هي الأهداف منه.

      وفي ذات السياق ركّزت الطالبة أبرار عبويني من الجامعة الأردنية على أهمية هذا المشروع كونه يؤسس للمرحلة المقبلة التي تتجه  إليها البلاد من انتخابات اتحادات الطلبة في الجامعات والتي ستكون تمرين بالذخيرة الحية للطلبة على الانتخبات النيابية المتوقع أن تجري الصيف القادم، خصوصاً أن المشروع يقدم للطلبة ألآليات المثلى للتميز بين البرامج والتيارات والألوان الحزبية.

     وبدوره أكّد أحمد القضاة مدير الاتصال بمعهد السياسية والمجتمع أن المشروع يسعى لتفعيل العمل السياسي داخل الجامعات وانشاء نواة من القيادات السياسية الشابة الممكنة التي تتولى نشر المعرفة بين أقرانهم وتحفيز المشاركة السياسية، بالإضافة إلى تطوير أفكار الطلبة بطرح مبادرات وبرامج ريادية سياسية مؤثرة في العملية الديمقراطية الموجودة في الجامعات، إلى جانب استكشاف نخب سياسية جديدة.

يستكمل  المشروع عمله في الجامعات الحكومية الأخرى خلال الأيام القادمة من خلال إقامة ورش عمل مكثفة في  التوعية والتثقيف وتعزيز المعارف وإقامة جلسات البؤر المركزة لمعرفة وقراءة اتجاهات الفئات المستهدفة والتدريب والتمكين وتعزيز المهارات اضافة إلى اقامة الحوارات مع أصحاب المصلحة مثل إدارة الجامعات وشعب العمل السياسي والحزبي في عمادات شؤون الطلبة والتي جاءت كنتيجة لنظام العمل الحزبي في مؤسسات التعليم العالي.

زر الذهاب إلى الأعلى