تقدير موقف جديد للسياسة والمجتمع حول غزة

أصدر معهد السياسة والمجتمع صباح اليوم ورقة تقدير موقف جديدة حول الأبعاد الاستراتيجية والإقليمية لعملية “طوفان الأقصى” والحرب الإسرائيلية على غزة.

ويطرح تقدير الموقف عدة تساؤلات يحاول الإجابة عليها، متعلقة بالأهداف الاستراتيجية من وراء هجوم كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس والاستثمار السياسي الذي تسعى إليه الحركة، بالإضافة إلى المعطيات والتداعيات الأولية والنتائج الاستراتيجية، إلى جانب انعكاس الأحداث على الساحة الأردنية.

وترى الورقة أن العملية تأتي في ظل ما تمارسه الأجندات الإقليمية والدولية من ضغوط ملحوظة على السلطة الفلسطينية لتحويل القضية إلى ملف إداري وأمني واقتصادي، وبحالة قطاع غزة الكارثية، على الصعيد الإنساني والاقتصادي، إلى جانب التجاوزات التي تعرض ويتعرض إليها المسجد الأقصى وهو ما تعده الحركة خطوطًا حمراء، إلى جانب ملف الأسرى الذي بدأ يشكل ضغطًا كبيرًا على الحركة وشعبيتها.

وبالتالي فإن مساعي حماس اليوم تتمثل في تغيير قواعد الصراع، وبناء قواعد جديدة تتناسب مع المفهوم الجديد الذي قدمته الحرب الأخيرة والإفادة من ذلك في تعزيز مكانة حماس في الحسابات الداخلية والإقليمية والدولية من جهة، بوصفها الرقم الأصعب الذي لا يمكن تجاوزه، وفي إيجاد معادلة أفضل لقطاع غزة من جهةٍ ثانية.

وعلى صعيد التداعيات والنتائج الأولية، توضح الورقة ذلك على صعيد السياسات الفلسطينية والإسرائيلية والأجندة الإقليمية، إلا أنها تخلص إلى أن العمليات العسكرية الحالية أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وإلى أولويات الأجندة الدولية، وأنهت أحلام كبيرة متعلقة بمشروع التطبيع الإقليمي بوصفه بديلًا عن الحل النهائي.

وتناقش الورقة التأثيرات الداخلية على الأردن لعملية طوفان الأقصى على أكثر من صعيد منها ما يتعلق بمعادلة العلاقة مع حركة حماس بين الفتور في العلاقة الرسمية، والمزاج الشعبي الذي يناصر الحركة في ظل الأوضاع الحالية. وعلى صعيد صناع القرار ترى الورقة أن هنالك هدوءًا وتريثًا وحذرًا من قبل المسؤولين الأردنيين بخاصة في متابعة تطور مسار المعارك والأحداث، وبدرجة كبيرة يهتم المسؤولون الأردنيون بتأثير ذلك على الاستقرار السياسي في الضفة الغربية. وفي مقابل المسار الحذر الذي يتبعه المسؤولون الأردنيون، ترى نخبة سياسية أردنية أنّ ما يحدث يؤكد على الرواية الأردنية، التي طالما حذرت من سيناريو الفوضى وخطورة نقل السفارة الأميركية ومن تجاوز القضية في عمليات التطبيع الإقليمي ومن نتائج الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومن تجاهل أهمية القضية الفلسطينية في الأمن الإقليمي والاستقرار في المنطقة، وبالتالي تمثل الأحداث الحالية، وفقًا لهذا الاتجاه السياسي، أفقًا استراتيجيًّا أوسع يعزز الرواية الأردنية ويمكن استثماره ليلعب دورًا أكثر مركزية.

للاطلاع على المقال اضغط هنا.

زر الذهاب إلى الأعلى