” أنت تكوني غزيّة” ندوة لرئيسة مركز دراسات المرأة الفلسطينية في غزة بمعهد السياسة والمجتمع

لينا غنام*

أكّدت رئيسة مركز دراسات المرأة الفلسطينية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، في غزّة، سحر ياغي، أنّه بالرغم من الدور الكبير الذي تسعى المؤسسات النسوية في غزة للقيام به، في ظل الحصار وفي ظروف سياسية واقتصادية قاسية، إلاّ أنّ هذه المؤسسات تتعرّض بين الحين والآخر لحملات من الشيطنة والهجوم غير المبرر، من قبل أشخاص ومجموعات تسعى لتشويه ما تقوم به.

وفي جلسة نقاشية استضافها معهد السياسة والمجتمع يوم الاثنين (11-9-2023) وحضرها نخبة من الأردنيين المهتمين، بعنوان “أن تكوني أمراة غزّية” قدّمت ياغي تصوّراً عاماً لأكبر التحديات والقضايا والمشكلات التي تواجه المرأة الغزيّة، والدور الذي تحاول المؤسسات النسوية الغزية القيام به للتخفيف من تلك المعاناة ولمساندة المرأة الغزية في كفاها السياسي والاجتماعي والاقتصادي على السواء.

أشارت ياغي إلى أنّ التحديات لا تقف عند حدود الحصار الذي يواجه القطاع، والظروف والشروط السيئة التي يعاني منها الغزيون، بخاصة في الحرمان من جملة كبيرة من حقوقهم الطبيعية، وفي مقدمتها حقهم في التنقل خارج القطاع والتواصل مع العالم الخارجي، بل يواجه القطاع ظروفاً اقتصادية قاسية، في مقدمتها مشكلة البطالة الكبيرة، التي تصل إلى معدلات قياسية بالنسبة للنساء الغزيات وانعدام الفرص الاقتصادية في كثير من الأحيان.

وأشارت ياغي إلى أنّ المؤسسات النسوية في غزة ليست جديدة في القطاع، ولها وجود يمتد إلى عقود من العمل والأنشطة، ولم ينقطع عملها قبل الانقسام بين الضفة وغزة، وهنالك ما يقدر بعشرات المنظمات النسوية الفاعلة، في مجالات متعددة، وتقوم بدور مهم في دعم النساء وتمكينهم اقتصاديا من خلال دعم مشاريعهن وتنميتها في غزة على الرغم من كل التحديات والصعوبات المادية والمعنوية والهجمات التي تواجه هذه المؤسسات النسوية وعدم تفاعل القوانين في حمايتهن من هذه الهجمات.

وختمت ياغي نقاشها مع الحضور بالتأكيد أنّ هنالك قيادات نسوية فاعلة وقوية في غزة، تقوم بأدوار كبيرة نضالية واجتماعية، لكن تمثيلها في الأوساط السياسية والقوى الفلسطينية في المستويات القيادية ما يزال محدوداً، وبالرغم من وجود قياديات غزيات في الحوارات التي جرت مؤخراً بين حركتي فتح وحماس، إلاّ أنّ النساء عموماً غبن ولم يدعين إلى حوارات القاهرة، وأشارت إلى أنّه للمرة الأولى تصل سيدتان إلى المكتب السياسي لحركة حماس في غزة. في الانتخابات التي جرت في العام 2021، وهنالك قياديات نسويات في القوى السياسية الفلسطينية وفي المجتمع المدني.

*مساعد باحث في معهد السياسة والمجتمع

زر الذهاب إلى الأعلى