السلط: دعوات لعلاج معيقات السياحة وغياب الدعم الحكومي عن المدينة

جلسة نقاشية عقدها معهد السياسة والمجتمع بالشراكة مع السفارة الأميركية في عمّان

دعا مسؤولون وناشطون محليون في مدينة السلط لمعالجة فورية لمعيقات السياحة وغياب الدعم الحكومي الذي تواجهه مدينة التراث العالمي وافتقارها لخطة استراتيجية شاملة وتشاركية لتنشيط السياحة وحفظ التراث ودمجها في خطط التنمية المستدامة والتخطيط الحضري للمدينة واعتبارها مقراً ضمن الخارطة السياحية والتنموية للمملكة وليست فقط مجرد ممر.


وناقش رئيس وأعضاء مجلس بلدية السلط الكبرى ومجلس محافظة البلقاء، وممثلين عن مجلس إعمار السلط، وناشطين شباب وإعلاميين، الإشكاليات التي تواجهها مدينة السلط، في جلسة نقاشية عقدها معهد السياسة والمجتمع بالشراكة مع السفارة الأميركية في عمّان حول قصة مجتمعية أعدتها شابات من محافظة البلقاء تتناول ما ينقص مدينة التراث العالمي، لتصبح قبلة للسياحة وجاذباً للتنمية والاستثمار، وما تواجهه من قصور في جانب الترويج السياحي للمدينة، والتخطيط الحضري ومعيقات المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة، بسبب مركزية القرار في القطاع السياحي الذي يركز على الإنفاق السياحي في عمّان واعتبار السلط ممراً مؤقتاً على حد تعبيرهم.


وشدد المشاركون على أهمية القصة المختارة في محافظة البلقاء باعتبارها أولوية من أولويات التنمية، التي بينت أن اختيار موضوع القصة ظهر، بعد قراءة لاحتياجات المجتمع الذي كشف توقف أي أعمال تعزيز وتنشيط للسياحة في المدينة منذ إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي، في حين لم تستفد المدينة من مردود ذلك اقتصادياً أو سياحياً حسب بيانات بلدية السلط. حيث جاءت الجلسة استعراضاً لقصة مصورة أنتجتها شابات من المحافظة عبر هواتفهن المحمولة تناولت واقع المدينة السياحي ضمن مشروع “قصة مجتمعي” الذي ينفذه المعهد في 6 محافظات أردنية؛ المفرق وعجلون والبلقاء ومادبا ومعان والطفيلة، حصدت تفاعلاً ملموساً على وسائل التواصل الاجتماعي بما يزيد عن نصف مليون تفاعل، وجلسات الاستعراض المحلية التي جمعت أكثر من 300 من الشباب المهتمين في تطوير قدراتهم على تحديد الاحتياجات وتقديم الحلول إلى جانب مسؤولين رسميين وفعاليات شعبية في المجتمعات المستهدفة.


كما سلطت القصة القصيرة المصورة الضوء على غياب التنسيق والعمل المشترك والتخطيط المستدام بين الأطراف المعنية في مدينة السلط ما يجعل الأولويات السياحية والاستثمارية بعيدة عن التنفيذ الحقيقي. من جانبه قال رئيس بلدية السلط الكبرى المهندس محمد الحياري؛ إن البنية التحتية في المدينة تحتاج لمردود سياحي وإنفاق مجز لاستدامة الخدمات، وتحسينها وتوسيعها، بما يفوق قدرة البلدية، رغم وجود بنية تحتية وصفها بالمميزة، بدوره أضاف رئيس مجلس محافظة البلقاء موسى العواملة إن ما ينقص المدينة التراثية توحيد الجهود والتنسيق فيما بينها لرفع مستوى الخدمة السياحية إلى جانب ضرورة وجود اهتمام حكومي خاص في المدينة وتقديم الدعم المناسب في القرارات والموازنات للنهوض بالواقع السياحي.


وركز المشاركون على أهمية زيادة الرقابة الفاعلة من قبل وزارة السياحة، على المجموعات السياحية القادمة من خارج المدينة، لعدم إلحاق الضرر في أي معلم سياحي، وضرورة إتاحة المجال لتواجد دليل سياحي معهم من نفس سكان المدينة، إلى جانب دعم البرامج التوعوية والتثقيفية التي تنقل التراث الثقافي والتاريخي الملموس وغير الملموس للأجيال القادمة. والعمل على تحسين البنية التحتية للمدينة والاهتمام بالمسارات السياحية على وجه الخصوص، إضافة إلى تشجيع المشاركة المجتمعية وتضمين آراء المجتمع المحلي في عمليات صنع القرار، لمراعاة التوازن بين الحفاظ على التراث وتنمية المدينة والاستفادة السياحية من التراث دون المساس بجودته أو أصالته.


وفي غياب لمديرية السياحة والأثار بمحافظة البلقاء رغم دعوتهم للجلسة، أكد الحضور أن الجهود السياحية في المدينة متواضعة، ولا ترقى لمكانة المدينة وسمعتها، حيث أنها تقتصر على مخاطبات رسمية ومراسلات تطلب تضمين المدينة في خطط تنشيط السياحة وتطويرها. بينما يعاني الراغبون من الشباب في العمل بالقطاع السياحي من معيقات الترخيص وتغيير صفات الاستخدام للمباني القديمة والأرصفة وغيرها من المساحات في المدينة، وغياب دعم المنتج الثقافي وترويجه على مستوى رسمي.


واعتبر الحضور، إن غياب التنسيق والعمل المشترك في المدينة حرمها من إنجاز العديد من المشاريع السياحية الهامة، التي يمكن أن تشكل رافعة اقتصادية للمدينة، مشددين تكرار وعود وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة لتقديم الدعم اللازم للمدينة، دون انعكاس على أرض الواقع.


وعلى صعيد متصل، أوضح مجلس المحافظة أنه ينوي تخصيص للعام المقبل ما يقارب ربع مليون دينار من موازنة المحافظة لترميم المواقع الأثرية ودعم البنية التحتية السياحية. فيما أشار مجلس إعمار السلط إلى جهود ساعية لإطلاق تطبيق إلكتروني يتضمن خريطة سياحية تفاعلية للمدينة، تبين المواقع وتاريخها والسردية التراثية من ورائها إضافة إلى المرافق والخدمات المتوفرة في المدينة.

زر الذهاب إلى الأعلى