صدور كتاب “حزبي تنموي” عن معهد السياسة والمجتمع وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية
دليل عملي لتطوير مهارات أعضاء الأحزاب العاملين في الإدارة المحلية
عمان- صدر مؤخراً عن معهد السياسة والمجتمع بالتعاون مع صندوق الملك عبدالله للتنمية دليلاً جديداً لتدريب أعضاء الأحزاب السياسية العاملين في الإدارة المحلية، وتطوير مهاراتهم في العديد من المجالات الرئيسية، وقد شارك في الدليل، الذي أشرف على إعداده وتحريره د. محمد أبو رمان، المستشار الأكاديمي في معهد السياسة والمجتمع، مجموعة من الخبراء والمدربين في مجالات التنمية المستدامة ومهارات استقطاب المشروعات، (لؤي عساف)، وإعداد الموازنات (بادي البقاعين) وبناء مهارات الاتصال الرقمي والجماهيري لدى أعضاء مجالس الإدارة المحلية (عبير أبو طوق، والعمل الرقمي في الإدارة المحلية (د. زهري أبو عواد).
ويمثل الدليل الأعمال والتدريبات والخلاصات من خلال مشروع مشترك بين معهد السياسة والمجتمع وصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، هدف إلى تطوير مهارات وقدرات أعضاء الأحزاب السياسية الذين نجحوا في الانتخابات البلدية واللا مركزية، وقد شمل تدريب عشرات الحزبيين على المهارات الرئيسية الموجودة في الدليل.
يقول مدير الإعلام والاتصال في معهد السياسة والمجتمع أحمد القضاة أنّ فكرة المشروع جاءت بعد أن عقدت العديد من الدورات والنقاشات التي أظهرت تساؤلات رئيسية لدى المشاركين في كيفية المواءمة بين الانتماء الحزبي من جهة والعمل في الإدارة المحلية من جهةٍ أخرى، وفي كيفية المواءمة كذلك بين الدور السياسي الذي تقوم به الأحزاب، الذي تتسم به الانتخابات النيابية والعمل الحزبي والسياسي عموماً وبين الشواغل التنموية التي يهتم بها أبناء المحافظات والمعني بها بدرجة رئيسية أعضاء الأحزاب في الإدارة المحلية؟
ومن ضمن الخلاصات التي وصلت إليها النقاشات والحوارات مع أعضاء المجالس المحلية من الحزبيين أنّ هنالك ضعفاً ملحوظاً في البنى الحزبية المتخصصة بالإدارة المحلية وهنالك غياب للتحفير والتشجيع في قانون الإدارة المحلية للانضمام إلى الأحزاب السياسية على غرار قانون الانتخاب، وهنالك ضعف شديد في التجربة الحزبية في انتخابات الإدارة المحلية عموماً، وعدم وجود فهم حقيقي وعميق لفلسفة الإدارة المحلية لغالبية أعضاء المجالس المحلية وبخاصة الحزبيين منهم، وغياب الفهم العميق المتكامل لفلسفة الإدارة المحلية لغالبية أعضاء المجالس المحلية، وتحديات أخرى تتعلق بدور الشباب في مجالسهم ودورهم في المجتمع.
لقد هدف المشروع (الذي تمّ إنجازه بين معهد السياسة والمجتمع وصندوق الملك عبدالله الثاني) إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، في مقدمتها تطوير مفاهيم وأفكار واضحة في عملية الربط بين العمل الحزبي والإدارة المحلية بصورة عامة، من خلال تطوير البنية المؤسسية للأحزاب لتستوعب أهمية العمل الحزبي في الإدارة المحلية بوصفه مجالاً مهماً وضرورياً في عمل الأحزاب السياسية وأدوارها، ولا يقل شأنانً عن عملها في الانتخابات النيابية، وتطوير – كذلك- برامج الأحزاب السياسية كي تكون قادرة على أن تستوعب أهمية الإدارة والمحكم المحلي وعلاقتها بالتنمية والخدمات وتحسين حياة المواطنية، وتطوير مهارات العاملين في الأحزاب السياسية في مجالات العمل الجماعي وربطهم بالأنشطة الحزبية في المحافظت وتعزيز مفهوم العمل الجماعي في الإدارة المحلية والديناميكيات التي تساعد على ذلك، وأخيراً تعزيز مهارات العاملين في الأحزاب في المجال التنموي، بخاصة فلسفة الحكم المحلي وأهداف التنمية المستدامة والعمل الرقمي ومهارات الاتصال وإعداد الموازنات.
يضيف القضاة أنّ الدليل سيكون متاحاً الكترونياً وورقياً بشكل محدود لمن يريد الاستفادة من التدريبات والأفكار الواردة فيه، وهو يمثّل نموذجاً آخر من النماذج التي قدمها معهد السياسة والمجتمع في إطار اهتمامه بعملية التحديث والتحول الديمقراطي، إذ كان قد أنجز سابقاً دليلاً عن التخطيط الاستراتيجي للأحزاب السياسية، وهو الآن بصدد إنجاز كتاب تدريب آخر عن تعزيز النشاط الحزبي في الجامعات بناءً أيضاً على مشروع مشترك مع صندوق الملك عبدالله الثاني.