تحليل: صفرية الفصائل الفلسطينية تحول دون استثمار عملية السابع من أكتوبر

عمان – نشر معهد السياسة والمجتمع تحليلًا بعنوان ” السابع من أكتوبر وتبعاته الفلسطينية الداخلية: “طوفان” المقاومة و”صفرية” الفصائل” في العدد الأول من المجلة الأردنية للسياسة والمجتمع. وقد تناول التحليل، الذي أعده د. أحمد جميل العزم المستشار الأكاديمي لمعهد السياسة والمجتمع وأستاذ العلاقات الدولية المشارك في جامعة قطر، عموم المشهد الفلسطيني وأبرز الملاحظات المتعلقة بعملية السابع من أكتوبر.

وقسم العزم تحليله إلى أربعة عناوين رئيسة يعالج في أولها التعريفات الرئيسية المتعلقة بمصطلحات الطوفان ومفهوم “حتمية المقاومة” ويناقش الحالة الفريدة التي كان يعيشها قطاع غزة قبيل السابع من أكتوبر والتي تتمثل في “فائض من القوة” لدى حركة حماس و”فائض من المعاناة” كان يعيشها القطاع.

وينطلق التحليل في عنوانه الثاني من مقولة “البندقية تزرع والسياسة تحصد” في قراءة منه لاستعصاء عملية الاستثمار السياسي لعملية السابع من أكتوبر نتيجة عدة عوامل يعود جزء منها الى الظروف المحيطة بالسلطة وبحركة حماس من جهة بينما يعزى الجزء الآخر منها الى قرار الفصائل الفلسطينية الذاتي بعدم التنسيق وتنصل منظمة التحرير من سياسات حركة حماس والعملية العسكرية رغم رفضها إدانتها. مشيرًا إلى أن الاستثمار السياسي لحدث بحجم “طوفان الأقصى” يكون من خلال التقاء القيادة القانونية والشرعية (منظمة التحرير والسلطة) مع حركة حماس والبندقية وهو الأمر غير المطروح حتى الآن.

ويناقش التحليل في عنوانه الثالث دور القيادة ومكانة الفصائل الفلسطينية على المستوى الشعبي، حيث يشير التحليل على أنه وعلى الرغم من التراجع الملحوظ لمكانة منظمة التحرير وحركة “فتح” الى أنها ما زالت تحظى بحضور بشري ضخم يمكن اعتباره الأكبر على المستوى الشعبي الفلسطيني. في المقابل ما زالت حركة حماس بعيدة عن الحلول مكان منظمة التحرير والسلطة كقائد ومتحكم بأداء الشارع الفلسطيني وإيقاعه على الرغم من امتلاكها القوة العسكرية والتحكم بقرار وتوقيت المواجهة ما يؤكد عبارة “لا انتفاضة دون “فتح”، ولا تهدئة دون “حماس””.

ويتناول التحليل في محوره الرابع طبيعة العلاقة الصفرية بين حركتي فتح وحماس، الفصيلين الأكبر حضورًا في المشهد الفلسطيني مستعرضًا عملية اللوم المتبادل وتقاذف الاتهامات بين الفصيلين ومحاولة كل منهما إقصاء الطرف الآخر للانفراد بالمشهد دون وجود إمكانية حقيقية للعمل المشترك بين الفصيلين. ويتناقض هذا السلوك الداخلي مع “البراغماتية الخارجية” التي يبديها كلا الطرفين في سياساتهما مع الإقليم والمجتمع الدولي حيث نرى مرونة من الفصيلين في التعامل مع مختلف الجهات الدولية والإقليمية وتقبل مبدأ العمل في كافة المساحات الممكنة ومع كل الشركاء المحتملين على الرغم من غياب هذا السلوك بشكل شبه تام – ما خلا بعض التصريحات التي لا تتم ترجمتها – على أرض الواقع.

ويخلص التحليل في النهاية الى أن المهمة الأولى ربما لتغيير الواقع الفلسطيني هي العمل المشترك لإنهاء صفرية العلاقة بين الفصائل، والاتفاق على آلية تجعل قاعدة “المقاومة تزرع والسياسة تحصد” ممكنة، مع الاتفاق على نوع المقاومة، وآلياتها، وخطاب العالم بصوت موحد وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي قد أدى الى ركود المشهد السياسي الفلسطيني ما قبل السابع من أكتوبر.

ويذكر أن هذا التحليل قد تم نشره مسبقًا باللغة الانجليزية في العدد الأول من المجلة الأردنية للسياسة والمجتمع. وتضمن العدد الأول للمجلة الدورية مجموعة من التحليلات والمقالات تحت العنوان الرئيس “التبعات الإقليمية للحرب على غزة” بالإضافة الى مقابلة مع رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية؛ العين سمير الرفاعي. وتهدف المجلة الى ردم الفجوة بين صناع القرار ومراكز التفكير وتنوير صناع القرار من خلال تقديم تحليلات ومقالات متنوعة ذات بعد أكاديمي ورفدهم بالقراءات والتحليلات والبدائل والخيارات الاستراتيجية في التعامل مع التطورات والأحداث.

لقراءة المقال كاملًا اضغط هنا.

زر الذهاب إلى الأعلى