السياسة والمجتمع والحملة الأكاديمية لمناهضة الاحتلال يعقدان حوارية حول الحرب على غزة

عقد معهد السياسة والمجتمع بالشراكة مع الحملة الأكاديمية لمناهضة الاحتلال والابرتهايد عبر تطبيق  Zoom جلسة نقاشية مفتوحة حول الحرب على غزة وتداعيات المرحلة المقبلة في ظل الوقائع على الأرض والجهود الإنسانية والقانونية، تحدث خلالها كل من، دلال عريقات، أستاذة الدبلوماسية وحل الصراعات، والمحامي والكاتب السياسي، سائد كراجه.

وقالت، دلال عريقات، إن الحرب الدائرة على غزة اليوم هي واحدة من سلسلة جرائم حرب مارسها وتمارسها إسرائيل منذ 75 عامًا. ورأت عريقات أن الجانب الإسرائيلي، يحارب كل ما هو فلسطيني وليس الهدف من حربه اليوم فقط طرف فلسطيني بعينه كحركة حماس بل هو يستهدف الهوية الفلسطينية بعمومها. وأضافت عريقات، أن ما حدث في السابع من أكتوبر لا ينبغي التطرق إليه دون المرور بالأحداث التي عاشها الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من سبعة عقود. ولفتت، إلى أن الجرائم والانتهاكات التي يقوم بها الجانب الإسرائيلي وصلت إلى الحد الذي قد يقتضي أن يكون التهجير مطلبًا من السكان في ظل التضييق والقصف العنيف الذي يشهده القطاع وغياب الملاجئ الآمنة، مشيرةً إلى أن سيناريو التهجير ستكون تداعياته فلسطينية وإقليمية ولن تقتصر على المواطن الغزي فقط.   

وشددت عريقات على ضرورة العمل اليوم على توحيد الرواية الفلسطينية وتجاوز الانقسامات الداخلية، وتكثيف العمل على إقناع الرأي العام العالمي بوقوفه ضد المجازر، وليس الاستعطاف، للتأثير على صناع القرار، لوقف الإبادة الجماعية وعدم الاكتفاء برسائل التعزية، خاصة وأن المسألة اليوم متعلقة باستعمار إحلالي تقوده دولة استعمارية، بحسب تعبيرها.

وحول دور وحضور القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية في ظل الحرب الدائرة اليوم، قال سائد كراجه، إن القانون الدولي في هيكله الأساسي لم يبتعد عن مسألة القوة، ومفهوما مجلس الامن و “الفيتو” يتبلوران حول الدول العظمى وغير العظمى، وهو يفضح الفكرة الأساسية للقانون الدولي والمعاهدات الدولية التي قامت عليها.

وأضاف كراجه، أن الفكرة الأساسية اليوم هي أن ما حصل منذ السابع من أكتوبر، “نفخ في صور” الكثير من المفاهيم والمصطلحات السياسية، من أبرزها أن ما يجري ليس صراعًا عربيًّا – إسرائيليًّا، بل هو احتلال إسرائيلي وأن اتفاقيات السلام التي قد تجلب للفلسطينيين حقوقهم بدت “محض خدعة”، والتعامل مع الجانب الإسرائيلي بعلاقة تفاوضية جعل الفلسطينيين وكأنهم يتنازلون عن مفهوم أساسي وهو “الاحتلال” الذي يمارس بحقهم. وأشار كراجه إلى أن القانون الدولي هو في مأزق لكنه قد يكون ملجأ، فالحالة الدولية لا ينقصها مزيد من الأدلة على وجود جرائم حرب في غزة ولا أدلة على أن غزة يُمارس عليها إبادة جماعية وتهجير منذ عقود إلا أن مفهوم العالم ضعيف أمام سياسية القوة التي تعطي غطاءً للأفعال الإسرائيلية، لافتًا إلى أن الإجراءات القانونية رغم أهميتها الكبيرة إلا أنها قد تصبح “ملهاة” ما لم ترافقها إجراءات عملية ودعم سياسي إعلامي كبيرين يضغط باتجاه إيقاف الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.

زر الذهاب إلى الأعلى