الحرب الأخيرة على غزة: حرب الروايات على وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام الرقمي
أكثر من 1.8 مليار حوار وتفاعل رقمي في أسبوعين
لتحميل التقرير كاملًا بصيغة PDF اضغط هنا
شنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، صباح السبت 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هجوما غير مسبوق على إسرائيل جوا وبحرا وبرا، أسفر – حتى مساء يوم السبت الذي تلاه – عن مقتل أكثر من 1800 إسرائيلي، فضلا عن أسر نحو 200 من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين ونقلهم إلى غزة.
ولم يكن الهدف الرئيس من الهجوم الصاروخي للحركة، كما بدا لاحقا، إلا التغطية على هجوم أوسع وأكثر تعقيدا، نجح من خلاله نحو ألف مقاتل من مقاتلي حركة حماس، وحركات أخرى متحالفة معها، في اجتياز الحواجز الأمنية إلى داخل الأراضي والمستوطنات الإسرائيلية عبر الجو والبحر والبر، في فشل أمني واستخباراتي واسع لم تشهده إسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973.
إلى ذلك، ردت قوات الاحتلال الإسرائيلي على ضربات المقاومة الفلسطينية بقصف عنيف مستمر، أدى إلى آلاف الضحايا والإصابات والمفقودين، وهدم مئات المباني في القطاع، وحرم أهله من الماء والكهرباء والخدمات الطبية، كما منع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع.
كما قصفت قوات الاحتلال المستشفى المعمداني في غزة في 17 تشرين أول ما أودى بحياة 500 شخص من المرضى والمصابين ومعظمهم من الأطفال، ليغير شكل التفاعل العالمي مع ماكينة البروباغاندا الإسرائيلية التي فشلت فشلاً ذريعاً في إقناع الرأي العام الدولي أن الفاعل هو “الطرف الآخر” أي حماس، كما وصفها الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأثار التصعيد في قطاع غزة إلى توليد ملايين التفاعلات والمحادثات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الرقمي عموماً، منذ اليوم الأول، وعملت مكانة 360 ومعهد السياسة والمجتمع على تحليل هذه التفاعلات عبر تقنيات الاستماع الرقمي، التي مكنت من تقديم مجموعة من القراءات الهامة حول آليات تشكل الرأي العام ومصادره وشكل تولّد الأخبار والمعلومات وكيفية ترويجها وتزييفها.
وأظهر تحليل معمق مبني على أدوات الاستماع الرقمي، لأكثر من مليار و800 مليون حوار وتفاعل، خلال أسبوعين، عبر المنصات الرقمية المختلفة، نفذته “مكانة 360” بالتعاون مع “معهد السياسة والمجتمع”، إن لجاناً رقمية متخصصة تمركزت في الهند دعمت رواية الاحتلال عالمياً لتتفوق على التعاطف العالمي والرواية العربية، حول الأحداث الأخيرة في غزة. في الأسبوع الأول، إلا أن الأسبوع الثاني شهد انقلاباً في الموازين بعد وقوع مجزرة مستشفى المعمداني، لتصبح الرواية الفلسطينية أكثر انتشاراً وتصديقاً من التزييف الإسرائيلي الذي كان قد أقنع العالم في الأسبوع الأول.