تحليل استراتيجي لمعهد السياسة والمجتمع يربط فك الارتباط بحركة طالبان باختراق أمن الظواهري ومقتله
أبو رمان وأبو هنية يحللان أزمات القاعدة وسيناريوهات المرحلة القادمة
نشر معهد السياسة والمجتمع تحليلاً استراتيجياً لمقتل الظواهري ودلالات ذلك على صعيد حالة تنظيم القاعدة من جهة، وما يمكن أن يترتب عليه من نتائج وأبعاد وتداعيات من جهةٍ أخرى. وأشار الباحثان الأردنيان المتخصصان في الإرهاب والتطرف، د. محمد أبو رمان وحسن أبو هنية إلى أنّ أزمة العلاقة بين القاعدة وطالبان، وعملية فك الارتباط المستمرة ضمنياً وبصورة غير رسمية قد تقف وراء إحداث اختراق في المنظومة الأمنية المحيطة بزعيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي بقي جهاز الاستخبارات الأميركية يتتبعه ويرصده بصورة يومية منذ عقدين حتى تمكّن أخيراً من الوصول إليه وقتله، بعد هذه الفترة الطويلة من الوقت.
وأشارت الورقة التي حملت عنوان “القاعدة بعد مقتل الظواهري: الإبحار مع الأزمات..” إلى أنّ هنالك خلافاً داخلياً عميقاً في أوساط حركة طالبان، بعد عودتها إلى الحكم في تحديد الموقف من القاعدة، إذ يذهب الجناح الواقعي إلى ضرورة فك الارتباط مع القاعدة، بينما كانت شبكة حقاني هي التي تتمسك بحماية زعماء القاعدة وقياداتها، وتوفر الحماية لهم، ودلالة ذلك أن الظوارهي قتل في أحد الأحياء السكنية المهمة والمعروفة في قلب العاصمة كابول.
ووصل الباحثان إلى أنّ مقتل الظواهري وسط الأزمات الكبرى للتنظيم يعد ضربة قاسية، تتجاوز ما سبق من زعامات، نظراً لأزمة الزعامة والقيادة التي يعيشها التنظيم، حتى في فترة الظواهري نفسه، التي شهدت انشقاق تنظيم داعش وبروز الصراع المسلّح بينه وبين القاعدة من جهة، والانقسام البنيوي في أوساط الجهادية العالمية بين التنظيمين، ثم تمرّد أحد أبرز الفروع على الظواهري، وهو هيئة تحرير الشام، وانفصالها عن القاعدة، وبروز الحرب الفكرية مرّة أخرى بين زعيمي التنظيمين.
ثمة صعوبة اليوم بالتنبؤ بمن سيخلف الظواهري في ظل الانقسامات والتجاذبات في أوساط القاعدة، والانشقاقات والشكوك، وإذا كانت التوقعات تتجه نحو سيف العدل فإنّ هنالك بالضرورة إشكاليات وتحديات تقف أمام هذا الخيار، بخاصة في ظل الشعور بهيمنة المجموعة المصرية على حلقة القيادة في القاعدة، مما أغضب الأجنحة والاتجاهات الأخرى.
ينتقل أبو رمان وأبو هنية من تعريف أزمات القيادة والتمرّد الداخلي وفك الارتباط مع طالبان إلى أزمة الرؤية الاستراتيجية والمنهج الفكري الذي يبدو أنّ القاعدة أيضاً تعاني ارتباكاً معه، في ظل ما انبثق من مراجعات أسامة بن لادن قبل وفاته، من دعوة إلى مزيد من الاعتدال والواقعية والشراكة مع المجتمعات المحلية وما نجم عنه من تمرّد الفروع، وما أنتجه – على الجهة المقابلة- تنظيم داعش من نهج جديد يقوم على القوة والتمكين والهيمنة، استطاع من خلاله استقطاب عشرات الآلاف من الشباب، بينما بدت هنالك حالة من الانقسام والتراجع والتفكك في أوساط القاعدة ومؤيديها في مختلف المناطق في العالم.
والآن يبدو السؤال مطروحاً هل ستستمر القاعدة في تعزيز الاستقلالية للفروع المختلفة، والاقتصار على دور التوجيه العام والتبني؛ فتصبح بذلك القاعدة مجرّد علامة مسجلة Trade Mark لكل من يتبنى شعارات التنظيم ويعلن الولاء له، أم سيكون هنالك مراجعة لنهج العلاقة مع الفروع وتعزيز مرّة أخرى العلاقة القوية مع المركز، وما مدى إمكانية ذلك والمركز نفسه لا يجد مأوى آمناً بعد انقلاب حركة طالبان على التنظيم!
للاطلاع على الورقة وتحميلها اضغط هنا