معهد السياسة والمجتمع يعلن عن إصداره الجديد: “أسرار إعلام و أيديولوجيا تنظيم الدولة”
كشف معهد السياسة والمجتمع النقاب عن أحدث إصداراته، وهو كتاب “أسرار إعلام و أيديولوجيا تنظيم الدولة الإسلامية” للباحث د. مروان شحادة. ويعد الكتاب بمثابة دراسة وصفية تحليلية للكشف عن مكنونات الخطاب الاتصالي لما يعرف بـ تنظيم “الدولة الإسلامية” من خلال تحليل مضمون الخطاب الإيديولوجي في افتتاحيات صحيفة النبأ الأسبوعية الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي الجهة الوحيدة المسؤولة عن إصدارات التنظيم الإعلامية خلال فترة الممتدة من أكتوبر 2015 إلى ديسمبر 2016 . في محاولة للتعرف على أسرار الآلة الإعلامية لتنظيم .
وتنبع أهمية الكتاب في سعيه لتفسير وتشخيص وتحليل مضمون الخطاب الأيديولوجي لتنظيم “الدولة الإسلامية” في افتتاحيات صحيفة النبأ التي تعد انعكاس واضح وشديد التعبير عن أيديولوجيا التنظيم،الذي أصبح محط اهتمام ودراسة الباحثين وصناع القرار خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد أن أصبح خطابه فاعلًا ومؤثرًا في المشهد السياسي والعسكري في كثير من دول العالم.
ويسعى الكتاب إلى تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها معرفة قدرة المقال الإفتتاحي لصحيفة النبأ الأسبوعية في التعبير عن أفكار و أيديولوجيا تنظيم “الدولة الإسلامية” وعرض الأفكار المؤسسة لأيديولوجيا التنظيم وأهدافه الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ووسائله إضافة إلى عرض مكونات مضمون الخطاب الاتصالي للتنظيم، وبيان تاريخية علاقة الحركات الإسلامية المسلحة وعلى رأسها تنظيم “الدولة الإسلامية” بالإعلام والاتصال عمومًا والاتصال الرقمي بشكل خاص إلى جانب التعرف على موقف إعلام التنظيم من الأغيار أو الآخر في خطابه الاتصالي ومعرفة الأفكار الرئيسة للقضايا والمواضيع والأحداث التي طرحتها افتتاحيات الصحيفة .
ويحاول الكتاب من خلال الدراسة التي قام عليها الباحث تقديم إجابات لعدد من التساؤلات المهمة والبارزة وهي: ما هو مسار نشأة وتطور تنظيم “الدولة الإسلامية” وكيف أدار نظام حكمه؟ ما هي طبيعة ومصادر ومكونات وصيغ أيديولوجية تنظيم “الدولة الإسلامية” الدينية والسياسية ؟ ما هي الموضوعات والقضايا التي تناولتها الصحيفة في مضامين افتتاحياتها ؟ ما الأفكار الرئيسة للقضايا والمواضيع والأحداث التي طرحت في افتتاحيات الصحيفة ؟من هم الفاعلون الذين ركزت عليهم صحيفة النبأ الأسبوعية وكيف قدمتهم؟ وبما اتسمت أدوارهم ؟وما هي الأهداف التي سعت صحيفة النبأ إلى تحقيقها ؟ وكيف ساهمت افتتاحيات الصحيفة في تأطير جمهورها بمفردات ومكونات أفكار وأيديولوجيا تنظيم “الدولة الإسلامية “.ويتطرق الكتاب إلى كيفية استفادة التنظيم من وسائل الإعلام الجديد لا سيما وسيلة الإعلام الرقمي لما لها من قدرة وفاعلية عالية في عملية التغيير والتأثير وتشكيل الرأي العام وحشد الجمهور وذلك من خلال تأسيسه وسائل إعلامية خاصة به ممثلة في ديوان الإعلام المركزي والمؤسسات الإعلامية التابعة له خاصة في ظل حالة إغلاق وسائل الإعلام في العالم أبوابها أمام التنظيم وأفكاره و رفض وتجريم كل ما يصدر عنه بإعتباره جماعة إرهابية محظورة.ويبين الكتاب الأهمية التي يحظى بها الإعلام لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” واعتمادها الواضح عليه خلال السنوات الاخيرة و بكافة صوره و أشكاله المكتوب والمسموع والمرئي لما يتركه من أثر كبير لدى الجمهور المستهدف ويساهم في الحرب الإعلامية التي تخوضها تلك الجماعات بالتوازي مع الحرب العسكرية، إذ يعتبر التنظيم المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن معركة القتال ويدعو أنصاره المؤمنين بأيديولوجيتيه المساهمة في الجهد الإعلامي ووصف من يقوم بهذا العمل بـ “المجاهد الإعلامي “.
ويعرض الكتاب الأهداف التي يرمي إليها جهاز الإعلام في التنظيم من خلال تبنيه استراتيجية إعلامية مقترحة في الكتاب الشهير الذي يحمل عنوان “إدارة التوحش :أخطر مرحلة تمر بها الأمة الإسلامية “، والذي يعتبره البعض المرجعية الاستراتيجية والأيديولوجية لتنظيم إذ تستهدف هذه الاستراتيجية التركيز على فئتين: فئة الشعوب بحيث تدفع أكبر عدد منها للانضمام والجهاد، والفئة الثانية هم جنود العدو أصحاب الرواتب الدنيا لتدفعهم للانضمام أو الهروب من الخدمة العسكرية، إضافة إلى فهم السياسة الإعلامية للخصوم والتعامل معها لكسب المعركة العسكرية والسياسية للتأكد من وصول رسالة التنظيم الإعلامية إلى عامة الشعوب وليس النخب وتأمين وصول الرسالة الإعلامية بذات القدر الذي تؤمن فيه العمليات العسكرية وتوظيف التغطية الإعلامية الخاصة بالتنظيم للمناطق الآمنة في مناطق إدارة التوحش من شأنه استقطاب الناس إلى الهجرة والتحرك نحو هذه المنطقة .
ويكشف الكتاب تفاصيل عمل الآلة الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية وهيكلية جهازها الإعلامي المتمثل في ديوان الإعلام المركزي الذي يعد الجهة المسؤولة عن كافة الإصدارات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والذي يضم تحت مظلته خمس مؤسسات إعلامية رسمية رئيسية وهي: مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي، ومؤسسة الحياة، و صحيفة النبأ الاسبوعية، ومؤسسة أجناد، وإذاعة البيان، والمكاتب الإعلامية في الولايات. إضافةً إلى أربع مجلات وهي: دابق باللغة الإنجليزية، ودار الإسلام بالفرنسية، والمنبع بالروسية، والقسطنطينية بالتركية، إلى جانب المناصرين الذين يشكلون عصب النشر والتوزيع والتجنيد في المجتمع الإفتراضي وقسم اللغات والترجمة.
ويتناول الكتاب الجانب النسوي في الإعلام الجهادي للتنظيم وإدخاله العنصر النسائي في آلته الإعلامية ومؤسساته الدعائية واستخدام المرأة في المجال الإعلامي ضمن الأقسام المخصصة للنساء في المنتديات وإنشاء مؤسسة حفيدات عائشة الإعلامية وهي مؤسسة إعلامية يشرف عليها العنصر النسائي فقط وهذه المؤسسة تساهم في عمليات النشر والتوزيع والمونتاج والتصميم والكتابة والترجمة.
ويوضح الكتاب كيفية توظيف الإنترنت في نشر أفكار و أيديولوجيا التنظيم واستخدام الشبكة العنكبوتية من قبل تنظيمات وجماعات التنظيم لأغراض ثقافية واستقطابية على كافة المستويات من خلال توفير وتقديم المعلومات الدينية والفكرية والأمنية والعسكرية المتعلقة بأيديولوجيا السلفية الجهادية والتجنيد والاستقطاب والتعبئة والحرب النفسية والدعاية المضادة بالإضافة إلى تقديم التدريب النظري والعملي على العمل التنظيمي والأمني والعسكري والحصول على التبرعات والدعم اللوجستي إلى جانب الرصد والمتابعة والمراقبة الإعلامية للمخالفين والمعارضين والرد على الشبهات والانتقادات التي يواجهها التنظيم ونشر الإصدارات المرئية والمسموعة والمقروءة وأرشفتها.
ويبين الكتاب كيفية تمييز الإصدارات الإعلامية للجماعات الإسلامية المسلحة والتأكد من صحة إصدار إعلامي معين بصدوره عن جماعة معينة وليس مزورًا من قبل أي طرف بالاعتماد على عدة معايير منها ضرورة صدور المادة الإعلامية عن جماعة بعينها وأن تحمل اسم الجماعة والجهة الإعلامية التابعة لها ومطابقة التأثيرات الصوتية لأيديولوجيا هذه الجماعات وخلوها من الموسيقى ومن صور النساء مكشوفة الوجه أو واضحة معالم الجسد واستخدام تلاوة بعض الآيات القرآنية والأناشيد كمؤثرات صوتية إضافة إلى إستخدام اللغة العربية الفصحى وهي اللغة الرسمية للإصدارات واستخدام اللغات الأجنبية الحية في الإصدارات الموجهة للدول والشعوب الاجنبية كالانجليزية والفرنسية والألمانية إلى جانب احتواء معظم الإصدارات الإعلامية ما عدا البيانات الرسمية للجماعات في الغالب على مشاهد عنيفة من قتل وتفجير وهجوم عسكري وأصوات الرصاص.
ويتحدث الكتاب عن أهداف محتوى الرسالة الإعلامية للجماعات الإسلامية المسلحة بشكل عام في الإصدارات المرئية والمسموعة والمقروءة والتي تتمثل بالعموم في الدعوة لنشر أفكار ومعتقدات وأيديولوجيا الجماعة والتعبئة والتجنيد والاستقطاب إضافة إلى الأخبار والإعلام والدعاية والتحريض وجمع التبرعات إلى جانب التعريف بمشروعها السياسي المتمثل في الخلافة والدفاع عن الثروات والوجود.