من التدريب إلى التأثير: الشباب المشاركون في “أفق جديد” يباشرون حملاتهم المجتمعية

يواصل الشباب المشاركون في مشروع “أفق جديد” تطوير حملاتهم التوعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ضمن جهود تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا السياسية، وتوسيع المشاركة المدنية، خاصة بين فئة الشباب.
وكان المشاركون قد خضعوا، ضمن أعمال المشروع الذي ينفذه معهد السياسة والمجتمع وشبكة نايا للعمل المجتمعي، وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية (UNDEF)، لتدريب عملي ومتخصص زُوّدوا خلاله بالمهارات اللازمة لتصميم وتنفيذ حملات رقمية مؤثرة، شملت إعداد الرسائل التوعوية، وإنتاج المحتوى المرئي والمكتوب، والتعامل مع أدوات التحليل وقياس الأثر، بما يضمن لحملاتهم وصولًا وتأثيرًا حقيقيًا. وتأتي هذه المرحلة كمقدمة لبدء تنفيذ الحملات التي بدأ بعضها بالظهور فعليًا خلال الأيام الماضية.
وأوضحت لينا غنّام، منسقة المشروع، أن الفرق الشبابية المشاركة تعمل على ست حملات توعوية مختلفة، تعكس اهتماماتهم واحتياجات مجتمعاتهم المحلية. ففي الطفيلة والكرك، أطلق فريق حملة “أطياف” التي تهدف إلى رفع وعي طلبة الجامعات بأهمية المشاركة السياسية وفهم اتجاهاتهم الفكرية. وفي إربد، بدأت حملة “برلمان اليرموك” بالوصول إلى طلاب المدارس من الصف الثامن وحتى التوجيهي، لتعزيز فهمهم لأدوارهم السياسية وبناء شعور بالمسؤولية المدنية. أما في المفرق وإربد، فانطلقت حملة “دمج الأحزاب” الهادفة إلى تشجيع تقارب الأحزاب المتشابهة فكريًا من خلال اندماجها لتعزيز فاعليتها السياسية.
وأضافت غنّام أن حملة “عبّر بمسؤولية”، الموجّهة للشباب الجامعي في إقليم الشمال، تعمل على نشر الوعي بكيفية التعبير عن الرأي بشكل قانوني وأخلاقي ومهاري، بعيدًا عن خطاب الكراهية، بما يساهم في حماية الشباب وتعزيز دورهم في الحوارات العامة. أما في الزرقاء ومادبا، فقد بدأت حملة “رقّمنها” بنشر محتواها، مركّزة على تشجيع المشاركة السياسية الرقمية، لا سيما في الانتخابات البلدية المقبلة، كوسيلة أكثر فاعلية وأقل ضررًا على البيئة. وتعمل حملة “المدن المنسية” على تسليط الضوء على المناطق المهمشة التي تعاني من نقص في الخدمات الأساسية، وتسعى إلى جعل قضايا هذه المناطق ضمن أولويات المرشحين والبرامج الانتخابية.
وأكدت غنّام أن هذه الحملات تعكس حيوية الرسالة التي يحملها المشروع، حيث لا تكتفي بإثارة القضايا، بل تسعى إلى اقتراح حلول واقعية بلغة قريبة من الناس، خاصة فئة الشباب، وتعمل على إيصال صوتهم إلى مواقع التأثير وصناعة القرار. وأشارت إلى أن التفاعل الأولي مع هذه الحملات على وسائل التواصل الاجتماعي يعكس اهتمامًا ملحوظًا، ويشكّل حافزًا لمزيد من العمل والتطوير خلال المرحلة المقبلة.
ويُذكر أن مشروع “أفق جديد” يُعد الأول من نوعه في المملكة من حيث تركيزه على دمج مفاهيم المشاركة المدنية والسياسية ضمن مسار التحديث، وقد انطلق مطلع عام 2023 ويستمر حتى نهاية العام الجاري، ويستهدف ست محافظات هي: إربد، المفرق، الزرقاء، مأدبا، الكرك، والطفيلة، بمشاركة 90 شابًا وشابة يعملون على تنفيذ مبادرات ومشروعات مجتمعية تعكس أولويات مجتمعاتهم وقضاياهم المحلية.