كيف يمكن استعادة التدفقات الاستثمارية الى الأردن؟
رؤوس أقلام
|
تحليلاذا دققنا نتائج مؤشر سهولة الأعمال نلاحظ أن الأردن قفز 45 مرتبة خلال الثلاث سنوات الماضية ليكون 69 عالميا من أصل 190 دولة ، لكن المفارقة أنّه وخلال الفتره ذاتها تراجع الاستثمار الأجنبي بحدود 45%. نعم قد تكون البيروقراطية وتعدد المرجعيات عاملا مهماً في إعاقة جذب الاستثمار، لكنه لا يجوز أن تستخدم بوصفها شمّاعة تعلّق عليها أسباب تراجع الاستثمار الخارجي، فهي ليست كابحاً اساسياً من كوابح الاستثمار،على سبيل المثال مصر من الدول التي حققت أعلى نسبة استقطاب للاستثمار الأجنبي بين الدول العربية خلال عام 2019، علما أنها حققت المرتبة 114 على مؤشر سهولة الاعمال، الأساس الاهم لاستقطاب الاستثمار الاجنبي في الدول النامية هو كلفة وعائد الاستثمار، وهذا تحدٍّ كبير للأردن في ظل ارتفاع كلفة مدخلات الإنتاج وخصوصا الطاقة،النقل والأيدي العاملة. ومما يعزز من قوة هذا التحدي وجديّته التنافس بين دول المنطقة مؤخرا وقدرة دول الجوار على دعم الاستثمارات الاجنبية بالطاقة والنقل والعمالة المحترفة، وبتكلفة منافسة جدا عالميا (ليس فقط إقليميا). باختصار المستثمر بحاجة إلى عائد على الاستثمار وليس فقط تأسيس وتسجيل استثمار بسلاسة ويسر. |
هل يتمثّل التحدي في استقطاب رأس مال اجنبي أو وجود فرص استثمارية كبرى مجدية؟إن المحرك الاساس في استقطاب الاستثمار الأجنبي للسبع سنوات الأخيرة كانت شركات الطاقة المتجددة بأنواعها والسبب الرئيسي يعود لوجود فرص استثمارية ذات عائد واضح والتشريع المناسب وعدم التردد في اتخاذ القرار وبناء علاقات استثمارية مع القطاع الخاص مبني على أساس المنفعة المشتركة. إنّ تدفق رأس المال يتبع الفرص الاستثمارية ذات العائد المقبول، ما يعني أنّ على الحكومة إعادة تجهيز فرص استثمارية كبرى على غرار توسعة الميناء ومشروع المطار، سكة حديد وطنية والممر الاخضر لزيادة سعة الناقل الوطني, الطرق البديلة المدفوعة وشراء مديونية شركة.الكهرباء الوطنية مقابل حق استخدام الشبكة لثلاثين عاماً. ما أهمية الاستقرار التشريعي على استقطاب الاستثمار الأجنبي؟2020لا يمكن بناء نموذج عمل أو توقعات تدفقات نقدية لأي مشروع استثماري دون معرفة المعطيات التشريعية والميزات والاعفاءات ونسب الضرائب على هذا المشروع. وتكمن المفارقة أنّ الأردن كان من أوائل الدول التي تحدثت عن تشجيع الاستثمار، فقد تمّ إقرار قانون تشجيع الاستثمار وتوجيه الصناعة رقم (27 ) لسنة 1955، من التشريعات السبّاقة في المنطقة، وقد تم تعديل هذا القانون 9 مرات لحين وصلنا إلى قانون الاستثمار رقم (30) لسنه 2014، ومن المعلوم أن هذا القانون تم تعديله من قبل الحكومة وسيقدم لمجلس الأمة في دورته القادمة،أما قانون الضريبة الدخل فقد تم تعديله ثلاث مرات خلال الأربع سنوات الماضية ناهيك عن الأنظمة والتدخلات في القرارات الإدارية مما أثر سلبا على ثقة المستثمر وبالتالي استقطاب الاستثمارات الأجنبية. كيف نرسم الهوية الاستثمارية للأردن بعد جائحه كورونا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي ؟لقد تغير عالم المال ولأعمال بسبب الجائحة ولا عودة لما قبل 2020، فالأولويات والافاق الاستثمارية تبدلت. لا يمكن لبلد بحجم السوق الأردني أن يسوّق مشروعات غير واضحة المعالم ( كل شيء أو أي شيء)، علينا إذاً أن نعيد ترتيب افقنا الاستثماري، من خلال تحديد رؤية واستراتيجية واقعية واضحة وتكوين (العقلية الاستثمارية) لدى الدولة، لتفادي الارتباك في السياسات والتشريعات والمراجع، وذلك بالتوافق والاتفاق مع القطاع الخاص بعيدا عن أي اعتبارات قطاعية حماءية ضيقة النظر، فالقيمة الحقيقية هي الأولوية العليا للوطن ومصالح المواطنين والاقتصاد الوطني. |
توصياتأولا: التأكيد على الهوية الاستثمارية الأردنية وتوحيد السردية الاستثمارية في المحاور الثلاثة المذكورة سابقا والعمل ضمن اطار وقاعدة متكاملة نحو هذه الغاية. ثانيا : تخفيض ضريبة المبيعات للمنتجعات السياحية نسبة لـ 8%، السماح للفنادق استخدام الطاقة المتجددة، منح حق استخدام (40 سنة) الأراضي لأي مستثمر يرغب بناء فنادق 3.5 نجوم ما يضمن تشغيل 700 أردني على الاقل، في مناطق محددة ومنها البحر الميت، إعفاء النزل الصغيرة في المحافظات من ضرائب المبيعات والدخل ، ثالثا: توفير مصادر المياه للتعاونيات الزراعية، التي تقوم على أساس الزراعة التعاقدية، إعطاء الأولوية لمنتجات المصانع الغذائية الأردنية في العطاءات الحكومية والقوات المسلحة رابعا : إعداد دراسات متقدمة لتنفيذ المشاريع الوطنية الكبرى وخصوصا التي بدأ العمل فيها وتم ايقافها، على سبيل المثال الطرق البديلة المدفوعة الاجر التي قام البنك الدولي في الدراسة الأولية لها ولم تستكمل، سكة الحديد الوطنية – المرحلة الاولى بين العقبة ومعان – التي تم توقيع مذكرة التفاهم مع الصندوق السعودي لبدء الدراسات الهندسية لها، دراسات مشروع المدينة الجديدة. استكمال المفاوضات مع المستثمر الأجنبي لشراء مديونيات الشركة الوطنية للكهرباء مقابل حق الاستخدام واداره الشبكة . وغيرها من مشاريع فقدنا عامين دون انجاز في تطويرها ليتم العمل على تسويقها او اوقفنا العمل بها. خامسا: ضرورة اتخاذ قرار سياسي بتفعيل النافذة الموحدة من خلال تعديل النصوص القانونية في كافة القوانين المتداخلة ومنح قانون الاستثمار السمو عليها لتمكين المفوضين القيام بمهامهم الحقيقية والانتهاء من الالتفاف على هذا الاشكال التشريعي في قرارات مجلس الوزراء سادسا : إنشاء صندوق استثماري بالشراكة ما بين القطاع الخاص والعام والأفراد للاستثمار في المشاريع الحيوية سابعا : إصدار سندات حكومية بعوائد ثابتة تسوق للأفراد والمؤسسات باسم المشاريع الكبرى المنوي إنجازها |
|
||
ان جميع الاراء والمقالات الواردة في موقعنا الألكتروني لاتعبر عن رأي معهد السياسة والمجتمع وانما تعبر عن رأي مؤلفيها. |