الدكتوراة في العلوم السياسية للمديرة التنفيذية لمعهد السياسة والمجتمع

شهدت كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للعلوم السياسية والدراسات الدولية، مناقشة أطروحة الدكتوراه، للدكتورة رشا فتيان سليم، المديرة التنفيذية لمعهد السياسة والمجتمع، والموسومة بـ “مستقبل القضية الفلسطينية: دراسة استشرافية لخيارات حل الدولتين وحل الدولة الواحدة منذ اتفاقية أوسلو 1993م “. وضمت اللجنة المناقشة د. محمد الخريشا ود. ايمن البراسنة (عضوان داخليان)، و أ. د. جمال الشلبي (عضوًا ومناقشًا خارجيًّا)، و د. محمد أبو رمان (رئيسًا ومشرفًا على الباحثة).


انطلقت الإشكالية الرئيسية للدراسة التي قدمتها فتيان، من أنه وعلى الرغم من المحاولات العديدة لحل الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، إلا أن الواقع لم يشهد تقدمًا نحو إنهاء الاحتلال، وأن فرص السلام ماضية في التضاؤل، مما يثير تساؤلات حول جدوى استمرار طرح حل الدولتين، وما إذا كان الوقت قد حان لقول “وداعًا” لحل الدولتين لصالح الدولة الواحدة، في ظل دولة الأمر الواقع التي باتت أكثر بروزًا نتيجة السياسات والممارسات الإسرائيلية على الأرض، والتي تصفها العديد من التقارير الدولية بأنها نظام فصل عنصري، مما يعني أن غياب منطقة اتفاق محتملة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي يقلص من فرص التعاون بين الجانبين ومن إمكانية حل الصراع، والعكس صحيح، ومن هذه النقطة انطلقت فرضية الدراسة.


وهدفت الدراسة في هذا الإطار، إلى البحث في إمكانية حل الدولة الواحدة وحل الدولتين للصراع من خلال تحليل الخيارات باستخدام نظرية اللعبة Game Theory وإطار منطقة الاتفاق المحتملة (ZOPA) والتي تعد من النظريات الحديثة والمتقدمة عالميًّا في دراسات تحليل الصراع، مما يسهم في تقديم فهم عميق لمزايا وعيوب كل خيار إلى جانب فرص النجاح والفشل مما يساعد صانعي السياسات في اتخاذ قرارات مستنيرة لتحقيق سلام دائم في المنطقة.
وفي دراستها التي قُسمت على خمس فصول، سلطت فتيان على تداعيات مستقبل الحلول على الأمن الوطني الأردني ورأت بأن فشل الحلول للصراع يخلق تحديات جوهرية تؤثر مباشرة على الوضع الداخلي الأردني، بما في ذلك الاستقرار السياسي والاجتماعي، في الوقت الذي تتراوح السيناريوهات المستقبلية للصراع بين الأسوأ، مثل الضم والتهجير القسري للفلسطينيين الذي يعزز خطاب “الوطن البديل” ويهدد الأردن، وبين الأفضل، مثل حل الدولتين وحل الدولة الواحدة الديمقراطية اللذان يدعمان الاستقرار الإقليمي ويخفف الضغوط الاقتصادية والديموغرافية على الأردن. أما السيناريوهات البديلة، مثل استمرار الوضع الراهن أو إقامة دولة واحدة غير ديمقراطية، فتزيد أردنيًّا، بحسب دراسة فتيان المستفيضة، من المخاوف الأمنية والديموغرافية.


وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها؛ أن محدودية منطقة الاتفاق المشتركة حول القضايا الرئيسية قاد ويقود الى تفاعلات استراتيجية صفرية، وبالتالي محدودية فرص وامكانيات حل الدولتين او حل الدولة الواحدة الديمقراطية. كما أن حل الدولتين، غير قادر على معالجة قضيتين أساسيتين، وهما قضية اللاجئين الفلسطينيين وقضية فلسطيني الأرض المحتلة عام 1948 الذين يواجهون التمييز العنصري ويعاملون على انهم مواطنون من الدرجة الثانية. وعلى الرغم من أن حل الدولة الواحدة الديمقراطية، قد يمثل الحل الأكثر أخلاقية وعدالة، وسيحدث تغييرا ديمغرافيا لصالح الفلسطينيين، الا انه لا يمثل بديلا عمليا لحل الدولتين، في ظل رفضه إسرائيليا، التي تصر على إبقاء إسرائيل دولة لكل اليهود في أي مكان في العالم بدلا من ان تكون دولة لكل مواطنيها. كما أشارت الدراسة إلى أن فشل الحلّين سيفتح المجال مزيدًا لحلول بديلة متطرفة، الأمر الذي قد يعيد مخاطر ومقولات إسرائيلية مهددة لمستقبل الفلسطينيين ويهدد أمن واستقرار الأردن.


يُذكر أن د. رشا فتيان سليم، هي المديرة التنفيذية لمعهد السياسة والمجتمع، وهي متخصصة في مجال تقييم وبناء القدرات، وتحويل النزاعات وبناء السلم المجتمعي، والاستراتيجيات الناعمة للوقاية من التطرف العنيف. كان قد عملت لقرابة 20 عاماً على إدارة برامج ومشاريع إغاثية وتنموية تستهدف الفئات الهشة والمهمشة وخاصة الشباب والنساء واللاجئين في منطقة الشرق الأوسط مع مجموعة من المؤسسات الدولية. وكان قد حصلت على زمالة برنامج تحالف الحضارات لعام 2011م، وعضوة اللجنة الشبابية لادارة السياسات السكانية والهجرة لجامعة الدول العربية 2007-2011م.

زر الذهاب إلى الأعلى