“جيل التحديث” مشروع جديد لمعهد السياسة والمجتمع والسفارة الهولندية يستهدف شباب الجامعات

عمان – وقّع معهد السياسة والمجتمع اتفاقية مع سفارة مملكة هولندا في الأردن لإطلاق مشروع “جيل التحديث”، الاثنين، الذي يهدف إلى إحياء النشاط الحزبي والسياسي داخل الجامعات الأردنية، وتعزيز مشاركة الطلاب في جهود التحديث السياسي التي تشهدها المملكة.
ويأتي هذا المشروع ضمن إطار دعم توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وفي مقدمتها تعزيز العمل الحزبي داخل الجامعات، وتطوير القوانين الناظمة للأحزاب والانتخابات.
وفي تصريح لها خلال حفل التوقيع، قالت الدكتورة رشا سليم، المديرة التنفيذية لمعهد السياسة والمجتمع، إن مشروع “جيل التحديث” يمثل استجابة عملية لحالة العزوف عن العمل السياسي والحزبي في الجامعات، مشيرة إلى أن المشروع يسعى إلى إعادة بناء الثقة بين الطلاب وإدارات الجامعات والأحزاب السياسية خصوصاً بعد مرحلة الانتخابات النيابية وانتخابات مجالس الطلبة، وتوسيع أفق المشاركة في العملية السياسية من خلال تمكين الشباب الجامعي وتأهيلهم ليكونوا شركاء فاعلين في الحياة العامة.
وأكدت سليم أن المشروع يشكل خطوة مهمة نحو تفعيل دور الجامعات كمجال حيوي للنقاش السياسي والتعددية، ويؤسس لنموذج عمل يستند إلى المعرفة والتدريب والتفاعل بين الطلاب والأحزاب ومؤسسات الدولة ذات العلاقة وفتح قنوات من الحوار البناء ضمن مساحات آمنة.
من جهته، أعرب السفير الهولندي في الأردن، السيد هاري فيروايج، عن اهتمامه بالشراكة مع المعهد والتزام بلاده بدعم المبادرات التي تعزز الديمقراطية ومشاركة الشباب في الحياة السياسية. وقال: “يسرّ هولندا دعم رؤية الأردن للتحديث السياسي، وخاصةً الجهود التي تُشرك الشباب الأردني في رسم مستقبل وطنهم. ومن خلال تمكين طلاب الجامعات من المشاركة في الحياة السياسية، ندعم الجهود الرامية إلى بناء مجتمع أكثر شمولاً للشباب”.
ويمتد تنفيذ مشروع “جيل التحديث” حتى نهاية عام 2026، ويستهدف 100 طالب وطالبة من مختلف التيارات والاتحادات الطلابية في عشر جامعات أردنية، موزعة على مناطق الشمال والوسط والجنوب.
ويتضمن المشروع مراحل تنفيذية متكاملة تبدأ بتشكيل لجنة توجيهية تضم ممثلين عن اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، ووزارة التربية والتعليم، والهيئة المستقلة للانتخاب، إلى جانب خبراء وباحثين، وذلك لتوفير التوجيه الاستراتيجي وضمان التنسيق مع الجهات الرسمية والأكاديمية ذات العلاقة. ويتضمن المشروع إعداد دراسة تحليلية ميدانية شاملة داخل الجامعات المستهدفة، لفحص واقع الحركات الطلابية والاتحادات الفاعلة، وتحديد التحديات التي تواجهها.ثم ينفذ المعهد برنامجًا تدريبيًا لبناء قدرات الطلبة، تشمل موضوعات متعددة مثل: القوانين السياسية والانتخابية، مهارات القيادة والتواصل، الإعلام الرقمي، كتابة أوراق السياسات، تصميم الحملات الانتخابية، وإدارة النزاعات والحوار.
كما ينظم المشروع أيامًا مفتوحة داخل الجامعات لإتاحة المجال للتيارات والاتحادات الطلابية لعرض برامجها وأفكارها، إلى جانب إطلاق مبادرات سياسية يقودها الطلاب، تتنوع بين حملات توعية ومشاركات في “أسبوع العمل” السياسي، الذي يتضمن أنشطة وفعاليات تدعم المشاركة السياسية في الجامعات. ومن أبرز محطات المشروع، عقد منتدى حواري وطني في عمّان، يضم الطلبة المتدربين وقادة الأحزاب السياسية وادارات الجامعات، ويهدف إلى تعزيز التواصل والحوار حول سبل إدماج الشباب في الحياة الحزبية.
كما يتضمن المشروع إدماج الطلبة في برنامج عبد الله الجبور لتمكين العقول السياسية، وهو مسار متقدم يُخصّص للطلبة الأكثر التزامًا ونشاطًا في العمل السياسي، ويوفر لهم فرصًا إضافية للتعلم والتفاعل مع صانعي السياسات. وعلى صعيد المعرفة، يشجع المشروع البحث والتفكير النقدي من خلال تنظيم حلقات نقاش جامعية لمناقشة أوراق سياسات يعدها الطلبة حول قضايا الإصلاح والمشاركة السياسية، بحضور أكاديميين وممثلي أحزاب وطلبة ناشطين.
ويُتوقع أن يشكل مشروع “جيل التحديث” نموذجًا رائدًا في تمكين الشباب الجامعي سياسيًا، وتعزيز الحوار بين الطلاب والأحزاب ومؤسسات الدولة، في إطار دعم رؤية التحديث السياسي في الأردن.
ويذكر أن معهد السياسة والمجتمع مركز أبحاث وتفكير يعمل على تعزيز مشاركة الشباب والشابات المدنية والسياسية وإبراز دورهم في مشروع التحديث السياسي وطنياً.